أخــبـــــارخاص المواطن

المحامي محمد المصري يروي تفاصيل “رحلة الجحيم” إلى زكيم بحثًا عن كيس طحين

روى المحامي الفلسطيني محمد المصري تفاصيل تجربته المؤلمة خلال محاولته الحصول على كيس دقيق من معبر “زكيم” شمال قطاع غزة، في مشهد جسّد حجم الانهيار الإنساني والمعيشي الذي يعانيه المواطنون.

وقال المصري إنه قرر خوض التجربة بعد انقطاع المواد الأساسية عن أسرته وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، شأنه شأن آلاف الغزيين الذين يتدفقون يوميًا نحو المعبر بحثًا عن مساعدات غذائية. ووصف الرحلة بأنها “رحلة إلى الجحيم”، حيث وصلت جموع المواطنين إلى المكان قبل غروب الشمس، في مشهد فوضوي ومرعب، تخلله إطلاق نار عشوائي من قبل قوات الاحتلال، ما دفع الجميع للاحتماء خلف الجدران أو في الحفر والرمال.

وأضاف: “مع حلول الساعة السابعة مساءً، بدأ الهجوم البشري نحو الشاحنات كما لو كان يوم القيامة… الناس تركض، يسقطون، يطؤهم غيرهم بالأقدام، الكل يريد الوصول إلى شوال طحين”.

وخلال رحلته، شاهد المصري مشاهد صادمة، منها شخصٌ مطعون في بطنه لا يزال متمسكًا بكيس طحين صغير، وآخر خلفه يلوح بسكين لمحاولة سرقته. كما تحدث عن إصابات عديدة نتيجة التدافع أو السقوط تحت العجلات، فضلًا عن إطلاق نار كثيف من الدبابات والزوارق البحرية والطائرات الحربية.

وتابع: “رأيت شاحنة تحمل خمسة شهداء وآخر ينازع الموت، ولا أحد يعرف كيف سقطوا. في طريق العودة، وجدت شابًا يبكي وهو يحمل كيس رز اشتراه بخمسة شواقل، كاد أن يُقتل عليه بعد أن حاولت مجموعة من الشبان المسلحين سرقته. كما علمت لاحقًا أن زوج أختي تعرض لاعتداء مماثل وسُلب منه كيس الطحين الذي حصل عليه بعد معاناة”.

وختم المصري شهادته قائلاً: “كانت رحلة مذلة ومؤلمة، لا أنصح أحدًا بخوضها، لقد رأيت الجوع والفقر يتحولان إلى سكاكين بأيدي الناس. الحاجة دفعت بالكثير من الشرفاء إلى حافة اليأس”.

زر الذهاب إلى الأعلى