تضارب الروايات حول دخول مساعدات إلى غزة لأول مرة منذ مارس

يخيم تضارب الروايات على مشهد دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ، فبينما قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل سمحت بدخول 9 شاحنات، أفادت إسرائيل بأنها سمحت بإدخال 5 شاحنات فقط، في حين نفى المكتب الإعلامي الحكومي بغزة دخول أي مساعدات، في ظل حصار مشدد وتجويع ممنهج يعيشه سكان القطاع منذ أكثر من 80 يوما.
فبينما قالت الأمم المتحدة، على لسان منسقها للإغاثة الطارئة توم فليتشر، إن السلطات الإسرائيلية سمحت لها مؤقتا باستئناف توصيل المساعدات، موضحة أنه “تم التصريح بدخول 9 شاحنات إنسانية عبر معبر كرم أبو سالم”، أضاف فليتشر أن “ذلك تطور مرحب به لكنه لا يكفي، إذ يمثل قطرة في محيط الاحتياجات العاجلة”.
فيما قالت السلطات الإسرائيلية، عبر منسق أنشطتها في الأراضي الفلسطينية، غسان عليان، إن خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة تم السماح لها بالدخول عبر معبر كرم أبو سالم إلى داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الشاحنات كانت محملة بمساعدات إنسانية بينها مواد غذائية للأطفال، وذلك “بناء على توجيهات المستوى السياسي”.
وأضاف عليان أن المساعدات خضعت لتفتيش أمني دقيق من قبل سلطة المعابر الإسرائيلية، مشددا على أن “الجيش الإسرائيلي سيبذل قصارى جهده لمنع وقوع المساعدات في أيدي حركة حماس ، وضمان وصولها إلى السكان المدنيين”، بحسب تعبيره.
غير أن هذه التصريحات تتناقض مع ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي أكد أن “إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية منذ نحو 80 يوما”، محذرًا من “تجويع ممنهج يهدد حياة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني”.
ويأتي ذلك في أعقاب مصادقة المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، مساء السبت، على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة “بشكل فوري”، بعد توقف دام أكثر من شهرين منذ استئناف الحرب على القطاع، على خلفية ضغوط أمريكية شديدة على تل أبيب.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.