أخبار مصر

تفاصيل وفاة سما عادل.. لم تُكمل مناقشة التخرّج

تفاصيل وفاة سما عادل –  لم تكن “سما عادل” تعلم أن يومها المنتظر، الذي وصفته لوالدها بأنه “يوم عرسها”، سيُستبدل بمشهد مأساوي عند مدخل مدينة 6 أكتوبر.

فبدلتها الأنيقة التي علّقتها على مرآة غرفتها بانتظار يوم مناقشة مشروع التخرج، لم ترتدِها، بعدما انفجرت حفرة غاز مهملة تحت قدميها، لتغمر جسدها النحيل بالنار.

تفاصيل وفاة سما عادل طالبة طب الأسنان في انفجار خط الغاز بطريق الواحات

سما، طالبة السنة النهائية بكلية طب الأسنان، أصيبت بحروق طالت 45% من جسدها، ونُقلت إلى مستشفى متخصص للحروق.

حيث بقيت 13 يومًا في وحدة العناية المركزة، موصولة بأنابيب الحياة، فاقدة للوعي، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة مساء الثلاثاء، ليرتفع عدد ضحايا انفجار خط الغاز بطريق الواحات إلى ثمانية.

وقال والدها، الدكتور عادل أمين، الطبيب الذي طالما عالج الآخرين، جلس أمام وحدة الحروق في مستشفى أهل مصر، عاجزًا عن إنقاذ فلذة كبده.

قال: “سما ما ماتتش بس في حادث.. ماتت تحت ركام من الإهمال والتقصير”، محمّلًا المسؤولية لثلاث جهات: وزارة الإسكان، وزارة البترول، وشركة المقاولات التي كانت تعمل في الموقع دون تنسيق مسبق.

وفق روايته، فإن السكان شمّوا رائحة غاز وأبلغوا السلطات قبل ساعات من الانفجار، لكن لم يتحرك أحد. “دا خط ضغطه 7 بار، مش تسريب بسيط”.

حيث يصرخ الأب الغاضب، متسائلًا عن غياب خريطة المرافق، وعن الإشراف الهندسي على الأعمال. ويضيف: “مش حادث.. دي جريمة معلنة”.

علاوة على ذلك رواية وزارة البترول جاءت في بيان رسمي أكدت فيه أن الانفجار نتج عن أعمال حفر غير منسقة من قِبل مقاول خاص، مشيرة إلى أن فرق الطوارئ نجحت في عزل الخط والسيطرة على الحريق.

مع تقديم التعازي لذوي الضحايا. بيان وصفته العائلة بأنه “بارد وبيروقراطي”، لا يرقى لحجم المأساة.

وفي ذات السياق سما، وفق والدها، كانت “طفلة مقاتلة”. أصيبت قبل سنوات في حادث سيارة لكنها أصرت على حضور امتحاناتها، وكانت تقول دائمًا: “مش هستسلم.. وهاطلع الأولى”. كان مشروع التخرج آخر معاركها، لكنها لم تكملها.

وفي الختام  تشيّع جنازة سما ظهر غد الأربعاء من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر. وستُلف بدلتها البيضاء، التي خُصصت ليوم تخرجها، في كفن، بعدما غيّر القدر مسار الحلم.

زر الذهاب إلى الأعلى