استقالة المدير التنفيذي لمؤسسة “غزة الإنسانية” لهذا السبب

أعلن جيك وود، المدير التنفيذي لمؤسسة “غزة الإنسانية”، استقالته من منصبه بشكل رسمي وفوري، اليوم الأحد 25 مايو 2025، بعد نحو شهرين فقط من توليه المهمة، مرجعًا قراره إلى استحالة تنفيذ خطة المؤسسة وفق المبادئ الإنسانية الأساسية.
وقال وود في بيان صحفي إن دوافعه لتولي المنصب كانت إنسانية بحتة، في محاولة “للتخفيف من معاناة سكان غزة”، إلا أن الوقائع على الأرض كشفت له أنه “من غير الممكن تنفيذ المهمة مع الحفاظ الكامل على الحياد والنزاهة والاستقلالية”، وهي مبادئ قال إنه لا يمكنه التنازل عنها.
ووجّه وود في بيانه دعوة إلى السلطات الإسرائيلية لتوسيع نطاق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بكافة الوسائل الممكنة، داعيًا في الوقت ذاته جميع الأطراف الدولية إلى البحث عن طرق مبتكرة وفعالة لإيصال المساعدات الإنسانية دون تأخير أو تمييز.
وأضاف: “ما زلت أؤمن أن الحل الدائم للأزمة في غزة يبدأ بإطلاق سراح الرهائن ووقف الأعمال العدائية، وفتح مسار جاد نحو السلام والكرامة لجميع شعوب المنطقة”.
وتأتي استقالة وود في خضم جدل واسع بشأن خطة تقودها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة لتوزيع المساعدات عبر منظمة غير ربحية جديدة سُجّلت مؤخرًا في سويسرا تحت اسم “مؤسسة غزة الإنسانية”. وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات واسعة، لا سيما بعد كشف صحيفة هآرتس العبرية أن اختيار الجهة المنفذة تم “من وراء ظهر المؤسسة الأمنية” وبلا أي إجراءات قانونية أو شفافية، عبر طاقم يقوده السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكرت الصحيفة أن الشركة المكلفة، والتي تدّعي أنها أمريكية، تقف خلفها في الواقع جهات إسرائيلية، وتفتقر للخبرة والسجل الواضح، مما أثار الكثير من الشكوك حول أهدافها الحقيقية ودورها في إدارة ملف حساس كالمساعدات الإنسانية لغزة.