آخر الأخبار

اغتيال السنوار.. هل ينهي سيطرة حماس على القرار داخل غزة؟

أكد الجيش الإسرائيلي مؤخرًا عثوره على جثمان محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار القائد السابق لحركة حماس في قطاع غزة، ما أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل الحركة، وتركيبتها القيادية، ومدى تأثير ذلك على المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد.

ورغم أن مجلة إيكونوميست البريطانية ترى أن اغتيال السنوار بحد ذاته لا يُعد تحولًا حاسمًا، في ظل تعيين بديل له وتجاوز الحركة لاستشهاد العديد من قياداتها في السابق، إلا أنها أشارت إلى أن هذه الخسارة قد تغير توازن القوى داخل القيادة المركزية لحماس، خاصة بعد تصاعد دور القادة في الخارج.

تراجع نفوذ غزة وصعود القيادة الخارجية

تقول إيكونوميست إن حماس لم تعيّن بديلاً مباشراً ليحيى السنوار كقائد عام، بل أصبحت تُدار من قبل مجموعة رباعية تضم:

  • خالد مشعل، الرئيس السابق للحركة،
  • زاهر جبارين، ممثل حماس في الضفة الغربية والمسؤول عن ملفات مالية،
  • محمد درويش، من مواليد لبنان، ألمح إلى إمكانية قبول الحركة بحكومة وحدة وطنية،
  • خليل الحية، نائب السنوار السابق والمقيم في قطر، وهو الغزي الوحيد في هذه الرباعية، ويبدو أنه يعاني من عزلة داخل القيادة الجديدة.

وتشير المجلة إلى أن هذه التركيبة تميل إلى قبول تفاهمات جديدة قد تشمل تخلي حماس عن سلطتها في غزة، مقابل الحفاظ على وجودها السياسي في المشهد الفلسطيني والعربي.

الاتفاق المقترح: هدنة وتمهيد لاتفاق دائم

الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بوساطة أميركية-قطرية-مصرية، ينص على هدنة أولية لمدة 60 يومًا تطلق خلالها حماس سراح نحو نصف الرهائن الإسرائيليين، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، مع انسحاب تدريجي من بعض مناطق القطاع وزيادة إدخال المساعدات.

لكن المعضلة الكبرى تكمن في البند المتعلق بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. فبينما تطالب حماس بضمانات رسمية بإنهاء الحرب، ترفض إسرائيل تقديم مثل هذه الضمانات.

عز الدين الحداد يقود ميدانياً

في ظل هذه التغييرات، برز اسم عز الدين الحداد كقائد جديد لجناح حماس العسكري في شمال غزة.

اغتيوتشير المجلة إلى أن الحداد كُلّف بإخفاء وتأمين عدد من الرهائن منذ عملية 7 أكتوبر، ولا يزال يحتفظ بسيطرة ميدانية على مصيرهم، كما بدأ مؤخرًا التنسيق مع قيادات الخارج، وهي تجربة جديدة له على صعيد السياسة العليا للحركة.

على الجبهة الإسرائيلية، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة. فالأحزاب اليمينية المتطرفة التي تطالب بإعادة احتلال غزة ورفض أي وقف للحرب، هددت بإسقاط الحكومة حال توقيع اتفاق. غير أن مسؤولين حكوميين بارزين صرحوا مؤخرًا بأنهم يرون أن الظروف أصبحت مناسبة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مع تراجع نفوذ معسكر اليمين المتطرف واقتراب احتمال إجراء انتخابات عامة.

زر الذهاب إلى الأعلى