أخــبـــــار

خطة للجيش الإسرائيلي تقضي بالبقاء في قطاع غزة حتى هذا الموعد

أكدت مصادر سياسية في تل أبيب أن الجمود في مفاوضات التهدئة يدفع إسرائيل نحو مواصلة التصعيد العسكري في قطاع غزة، في ظل توافق داخلي على أن الحرب ستستمر وتتسع ما لم يتحقق تقدم كبير في المحادثات. وأدى ذلك إلى مواصلة الجيش الإسرائيلي استدعاء قوات الاحتياط.

وبحسب مسؤول عسكري إسرائيلي، صادق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال جلسة مشاورات أمنية رفيعة صباح الجمعة، على خطة هجومية جديدة سيعرضها على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) الأحد المقبل. وتشمل الخطة استدعاء أعداد كبيرة من جنود الاحتياط لتوسيع العمليات العسكرية في مناطق جديدة من القطاع، إضافة إلى تحريك القوات بين الضفة الغربية وسوريا ولبنان، بزعم أنها ترتيبات “عملياتية بحتة”.

ورغم تأكيدات نتنياهو المتكررة أن الهدف الأسمى للحرب هو “الانتصار على حماس”، شدد مسؤول عسكري على أن “إعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وعددهم 59 أسيراً، هي الأولوية العليا للجيش”، لافتاً إلى أن نحو 24 منهم يعتقد أنهم ما زالوا أحياء.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مسؤول أمني أن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء في قطاع غزة حتى نهاية العام الجاري على الأقل، ما يعكس تقارباً بين قيادة الجيش وموقف نتنياهو بشأن استمرار الحملة العسكرية. وأضاف المسؤول أنه “إذا تحققت الأهداف قبل ذلك، فستنتهي العمليات”.

وعلى صعيد التفاوض، كشفت وسائل إعلام عبرية أن تل أبيب رفضت عرضاً لوقف إطلاق النار يمتد لخمسة أعوام مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، معتبرة أن أي هدنة تتيح لحركة حماس التعافي وإعادة التسلح “أمر غير مقبول”.

ويرى مراقبون أن إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب يرتبط باعتبارات سياسية داخلية، حيث يخشى أن يؤدي وقف القتال إلى تفكك ائتلافه الحكومي. ويبدو أن العقبة الرئيسية التي تواجه خططه حالياً هي الضغوط الأمريكية، إذ يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غضون أسبوع، قبيل زيارته المرتقبة للمنطقة.

وتشير مصادر سياسية في تل أبيب إلى أن نتنياهو يعمل على التأثير على الإدارة الأمريكية لعدم الضغط عليه، مستفيداً من دعم بعض التيارات داخل الساحة السياسية الأمريكية، في وقت يتعرض فيه مبعوث ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، لهجوم من معارضين يعتبرونه “فاشلاً”.

وأثارت تصريحات نتنياهو المتكررة حول أولوية “هزيمة حماس” على “إعادة الرهائن” حالة من الغضب والإحباط الشديدين لدى عائلات الأسرى. وقد قاطع عدد من هذه العائلات احتفالات يوم الاستقلال، ودعوا إلى تنظيم مظاهرات ضخمة السبت احتجاجاً على ما وصفوه بـ”تخلي الحكومة عنهم”.

وفي بيان أصدره “منتدى عائلات الرهائن”، اعتبرت العائلات أن الحكومة “تفشل فشلاً ذريعاً في ضمان عودة الرهائن”، متهمة نتنياهو بإضاعة فرص التوصل إلى صفقة تبادل لأسباب “شخصية وحزبية”، على حد تعبيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى