آخر الأخبار

شهادات صادمة تكشف عن انتهاكات خطيرة بحق معتقلي غزة في سجون الاحتلال

زيارة تحت الأرض وسط ظروف مرعبة

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، عن شهادات جديدة صادمة توثق انتهاكات جسيمة تعرض لها معتقلون من قطاع غزة خلال اعتقالهم واحتجازهم في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، أبرزها القسم المسمى “ركيفت” الواقع تحت سجن “نيتسان – الرملة”.

وقالت المؤسستان إن هذه الشهادات تم الحصول عليها خلال زيارات قانونية حديثة، هي الأولى من نوعها، أجريت لمجموعة من المعتقلين في “ركيفت”، وهو قسم مخصص لمن تصنفهم إسرائيل بـ”المقاتلين غير الشرعيين”، ويخضع لحراسة مشددة وإجراءات قمعية صارمة.

زيارة تحت الأرض وسط ظروف مرعبة

أفاد المحامون المرافقون أن الزيارة تمت داخل بناء قديم يشبه المخزن، يقود إلى درج نحو طابق سفلي مليء بالحشرات والجدران المتآكلة. جرت الزيارة تحت رقابة مشددة، ومنع المحامون من نقل أي معلومات شخصية أو خارجية للمعتقلين، الذين بدت عليهم آثار الخوف والصدمة.

ورغم الصعوبات، تمكن المحامون من طمأنة بعض المعتقلين واستلام إفاداتهم التي أظهرت تفاصيل مروعة عن أساليب التعذيب والإذلال.

تفاصيل الإفادات

المعتقل (س.ج) روى أنه تعرض لتحقيق قاسٍ دام ستة أيام، شمل أساليب تعذيب معروفة مثل “الديسكو” و”البامبرز”، حيث أُجبر على ارتداء حفاظات وعدم تناول الطعام مع تقييد اليدين وتغطية العينين بشكل مستمر. نُقل بين عدة سجون قبل أن ينتهي به المطاف في “ركيفت”، الذي وصفه بأنه الأصعب، حيث يُحرم المعتقلون من ضوء الشمس ويتعرضون للإذلال خلال ساعات “الفورة”، كما يُجبر أحدهم على النوم على الأرض في كل زنزانة.

المعتقل (و.ن) أفاد بتعرضه للضرب والتحقيق العنيف، وأوضح أنه يعاني آلاماً جسدية شديدة، إلى جانب الاعتداء الجنسي عبر استخدام أدوات التفتيش. وأشار إلى أن المعتقلين يُجبرون على الجلوس على الركبتين لفترات طويلة، ويُمنعون من الملابس الداخلية، ويتعرضون للضرب المفضي إلى كسر الأصابع، وهي طريقة يستخدمها السجانون كأداة تعذيب.

المعتقل (خ.د) قال إنه خضع للتحقيق عدة مرات وتعرض للشبح والضرب المتكرر. أُصيب بمرض “الجرب” في سجن عوفر، ولا يزال يعاني منه حتى اليوم، إضافة إلى آلام في الصدر بسبب القيود المستمرة. وأكد أن السجانين يستخدمون “كسر الإبهام” كوسيلة عقاب ممنهجة.

المعتقل (ع.غ) أشار إلى إصابته بحمى حادة وغياب الرعاية الصحية عند اعتقاله، إضافة إلى معاناته من مشاكل قلبية وإعياء شديد. أكد أن الزنازين مزودة بكاميرات تراقب كل حركة، ويُمنع المعتقلون من أداء الصلاة، كما تُفرض عليهم الإهانات الجسدية واللفظية، خاصة أثناء نقلهم إلى “الفورة”.

سجون ومعسكرات تحولت إلى أماكن تعذيب ممنهج

أوضحت الهيئة ونادي الأسير أن “ركيفت” هو واحد من عدة أماكن احتجاز أقامها الاحتلال أو أعاد فتحها بعد بدء عدوانه على غزة، وتشمل أيضاً معسكرات مثل “سديه تيمان”، و”عناتوت”، و”عوفر”، بالإضافة إلى “منشة” المخصص لمعتقلي الضفة الغربية. وشكلت هذه المواقع مراكز رئيسية لانتهاكات جسدية ونفسية ممنهجة ضد الأسرى.

أرقام ومخاوف

حتى بداية أبريل/نيسان 2025، اعترفت سلطات الاحتلال بوجود 1747 معتقلاً من غزة صنّفوا كـ”مقاتلين غير شرعيين”، وفق بيانات إدارة السجون، وهو رقم لا يشمل من هم في معسكرات الجيش التي تبقى ظروفها غير معلومة.

زر الذهاب إلى الأعلى