أخــبـــــار

صحيفة : الجيش المصري يعزز قواته على الحدود مع غزة خشية من هذا الأمر

تتأهب السلطات المصرية لاحتمال توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة غزة وشمال القطاع، عبر السيطرة على المناطق الخارجة عن نفوذه، وهو ما قد يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان نحو الجنوب. وتقدّر أجهزة سيادية مصرية أن يصل عدد النازحين إلى نحو مليون شخص، في سيناريو ترى فيه القاهرة تهديداً مباشراً لأمنها القومي خشية دفع هؤلاء المدنيين باتجاه الحدود المصرية.

وبحسب مصدر مصري مطلع، فإن هذا السيناريو يُعدّ خطراً على مصر لكونه ينقل عبئاً إنسانياً وأمنياً إلى داخل سيناء، ويعطي فرصة لإسرائيل لترسيخ سياسة “الترانسفير” (التهجير القسري). وأشار المصدر إلى أن الجيش المصري عزّز وجوده بشكل ملحوظ على الحدود خلال الأيام الماضية، في خطوة تحمل دلالتين: منع أي اختراق أو عبور جماعي، وإرسال رسالة سياسية بأن مصر ترفض أي حلول على حساب أراضيها وسيادتها.

في السياق نفسه، اعتبر السفير محمد حجازي، المساعد السابق لوزير الخارجية، أن الضغوط اليمينية في إسرائيل لا تقتصر على الحشد العسكري بل تشمل محاولات لإحياء مشاريع الاستيطان، ما يزيد من حدة التوتر الإقليمي. ودعا حجازي إلى تحرك دولي أكثر صرامة عبر مجلس الأمن أو بفرض عقوبات اقتصادية، على غرار ما حدث ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وأكد حجازي أن الجهود المصرية مستمرة على مختلف المستويات، موضحاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يواصل اتصالاته الدولية، فيما يكثّف وزير الخارجية بدر عبد العاطي لقاءاته مع نظرائه، كان آخرها مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي. وشدد على أن مصر تبقى “حائط الصد” أمام أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكداً استمرار فتح معبر رفح من الجانب المصري في مقابل إغلاق إسرائيل لمعابرها.

من جانبه، أشار السفير عبد الله الأشعل، المساعد السابق لوزير الخارجية، إلى أن فكرة نشر قوات دولية في غزة طُرحت سابقاً لكنها لم تحظَ بقبول، إذ يُنظر إليها من قبل فصائل المقاومة باعتبارها “قوة احتلال”. وأوضح أن هذه المقترحات تتجاهل أن غزة قضية أمن قومي بالنسبة لمصر وامتداد استراتيجي لفلسطين، في ظل استمرار إسرائيل كتهديد رئيسي.

وختم الأشعل بالقول إن غياب رؤية متماسكة لدى الحكومات المصرية المتعاقبة يزيد تعقيد الموقف، لافتاً إلى أن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة لا تحظى بقبول إسرائيلي أو أميركي، بينما يبقى خيار المقاومة هو الفاعل الأساسي في الميدان.

زر الذهاب إلى الأعلى