آخر الأخبار

ندوة سياسية في البيرة تحذر من تحويل الطرق الاستيطانية إلى بنية تحتية لفرض الضم وإنهاء حل الدولتين

نظمت دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني ندوة سياسية متخصصة بعنوان: “الطرق الاستيطانية في الضفة الغربية.. بنية تحتية لفرض الضم”، وذلك في مقر منظمة التحرير بمدينة البيرة، بمشاركة عدد من السفراء، والمختصين، وممثلين عن مؤسسات محلية ودولية، وخبراء في قضايا الاستيطان.

وأكد المشاركون أن حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، بقيادة بنيامين نتنياهو، صعّدت من مشاريع الاستيطان التي تهدف إلى فرض وقائع على الأرض تحول دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتُكرّس سياسة الضم الزاحف للضفة الغربية، في ظل تفكيك متدرج للسلطة الوطنية الفلسطينية.

وشدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. أحمد مجدلاني، في كلمته خلال الندوة، على أن المشروع الاستيطاني الإسرائيلي هو مشروع استعماري إحلالي ممنهج، تطور منذ أواخر القرن التاسع عشر، ويتخذ اليوم طابعًا استراتيجيًا لإحباط حل الدولتين وتقويض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية.

وأوضح أن شبكة الطرق الالتفافية الجديدة، ومخطط “نسيج الحياة”، تُستخدم كأدوات لفصل مناطق الضفة عن بعضها البعض وتقطيع أوصالها.

من جانبها، تناولت الناشطة المقدسية سيلفيا أبو لبن أبعاد المخطط الإسرائيلي لضم الضفة الغربية، مشيرة إلى تصاعد عمليات التهجير القسري، خصوصًا في التجمعات البدوية، وزيادة الاستيلاء على الأراضي، وإقامة بؤر استيطانية رعوية جديدة.

وحذرت من السياسات الإسرائيلية التي تسعى إلى إحكام السيطرة الإدارية والمدنية على المنطقة (ج)، عبر نقل الصلاحيات من “الإدارة المدنية” العسكرية إلى إدارات مدنية خاضعة لسلطة الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ما يعزز خطوات الضم على أرض الواقع.

وفي مداخلته، عرض فؤاد حلاق من وحدة دعم المفاوضات بالأرقام واقع الاستيطان المتسارع، موضحًا أن أكثر من 47% من الضفة الغربية باتت تحت سيطرة الاحتلال، فيما تبتلع المشاريع الاستيطانية والطرق والأنفاق مساحات إضافية يوميًا.

واعتبر أن “نسيج الحياة” مشروع عنصري يرسّخ الفصل بين الفلسطينيين والمستوطنين.

وتوقف د. مجدلاني في حديثه أمام تداعيات الاستيطان على البيئة الفلسطينية، مشيرًا إلى ممارسات الاحتلال في استخدام الأراضي الفلسطينية كمكبّات للنفايات الكيماوية والطبية، والتسبب في تدمير ممنهج للبيئة والموارد الطبيعية، ومصادرة المياه، وتخريب الزراعة والصناعة الفلسطينية.

واختتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود الوطنية والدبلوماسية لمواجهة الهجمة الاستيطانية، ودعوة المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف مشاريع الضم، وتجميد الاستيطان بشكل كامل، للحفاظ على إمكانية تحقيق حل الدولتين.

كما أعلن مدير دائرة العمل والتخطيط محمد العطاونة أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة فعاليات ستُنظَّم خلال العام 2025 لمواكبة التطورات الخطيرة في الضفة الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى