“هآرتس” تكشف تفاصيل خلافات قد تعرقل مفاوضات المرحلة الثانية من تبادل الأسرى

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الأربعاء، عن تطورات المرحلة الثانية من مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وسط تباين في المواقف وقرارات قد تؤدي إلى تعقيد سير المحادثات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة الإسرائيلية قوله إن هناك محاولة للتوصل إلى صيغة غامضة يمكن لحماس قبولها، تتيح وقف إطلاق نار غير محدد المدة دون إعلان رسمي عن إنهاء الحرب، مع إبقاء خيار استئناف القتال لاحقًا.
وأضافت أن هذا النهج يأتي في إطار ضمانات سياسية لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يطالب بـ”العودة إلى القتال في وقت لاحق” حتى يتم إبعاد حماس عن الحكم.
تغيير رئاسة الوفد المفاوض و”تسييس الصفقة”
حذر مسؤول سياسي إسرائيلي من أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإقالة رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار من وفد المفاوضات، واستبدالهما بـوزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، يُعد “تسييسًا للمفاوضات” قد يعقد جهود تحرير الأسرى.
وأشار إلى أن ديرمر هو شخصية سياسية موثوقة بالنسبة لنتنياهو، ما قد يعني أن الأخير يسعى إلى إحباط الصفقة، كما فعل في محاولات سابقة.
دور ديرمر وتأثير واشنطن
أوضحت مصادر إسرائيلية أن تعيين ديرمر جاء بعد قرار الإدارة الأميركية بسحب إدارة المفاوضات من قطر، ليصبح هو القناة الرئيسية للتفاوض مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. ورغم ذلك، لا تزال هناك ضبابية حول كيفية التواصل مع حماس لضمان استمرار المحادثات.
المرحلة الثانية من الصفقة بين الشروط والتحديات
تواجه المرحلة الثانية من المفاوضات تحديات كبيرة، حيث ترفض إسرائيل بقاء حماس في الحكم وتطالب بـنزع سلاحها ورحيل قيادتها إلى المنفى، وهو ما ترفضه الحركة، التي تشترط أن تؤدي هذه المرحلة إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع.
في المقابل، تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى بهدف إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، لكنها تواجه معضلة، إذ إن التمديد يعني أيضًا إطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين، مع استمرار وقف إطلاق النار دون اتفاق واضح بشأن مستقبل غزة.
نتنياهو وقرار الانسحاب من “محور فيلادلفيا”
وفقًا للاتفاق الذي تكفله إدارة ترامب، يُفترض أن تنسحب إسرائيل من محور فيلادلفيا خلال 42 يومًا من بدء تنفيذ المرحلة الأولى، أي يوم السبت المقبل، لكن مصادر إسرائيلية أكدت أن نتنياهو يعتزم خرق الاتفاق ما لم توافق حماس على شروط إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بمغادرة قادتها إلى الخارج، وهو ما ترفضه الحركة.
تصعيد سياسي وتهديدات حكومية
يعارض سموتريتش المرحلة الثانية من الصفقة، مهددًا بالانسحاب من الحكومة في حال تنفيذها، وهو ما قد يؤدي إلى إسقاط حكومة نتنياهو. كما طالب خلال اجتماع لحزب الصهيونية الدينية بفرض السيادة الإسرائيلية على 10% من قطاع غزة، وتهجير سكان القطاع إلى دول أخرى.
وأكد أن إسرائيل يجب أن تضع إنذارًا أخيرًا لحماس: إما إعادة جميع المخطوفين والخروج من غزة، أو مواجهة “بوابات جهنم” من خلال احتلال شامل للقطاع وقطع جميع المساعدات عنه.
ختام غير واضح لمصير المفاوضات
لا تزال المرحلة الثانية من الصفقة غير محسومة، حيث تصطدم المفاوضات بتناقض المصالح بين الجانبين. وبينما يخشى نتنياهو من انهيار حكومته، يواصل التأكيد على عزمه استئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى، مما يجعل مستقبل المفاوضات غير واضح في ظل التصعيد السياسي والعسكري المتوقع.