آخر الأخبار

خبير إسرائيلي : نتنياهو يقترب من صدام مباشر مع ترامب بسبب غزة

حذر البروفيسور أبراهام بن تسفي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الأميركية، اليوم الثلاثاء، من تدهور كبير تشهده العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، التي كانت توصف بـ “العلاقات المميزة”. وأشار في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” إلى أن هذا التدهور قد يؤدي إلى “نهاية ستة عقود من الشراكة العميقة في القيم والسياسة والاستراتيجية”.

ولفت بن تسفي إلى أن الانطباع السائد هو أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، “يقتربان بسرعة إلى صدام وجها لوجه في قضايا مركزية إقليمية وعالمية بالغة الأهمية”.

وأوضح أن “إنهاء سريع للحرب في غزة يعتبر بالنسبة لترامب خطوة ضرورية في بلورة وبناء تراثه كزعيم عنيد، يسعى بلا كلل من أجل تسوية، أو على الأقل استقرار، صراعات وأزمات خطيرة”، مستشهدًا بجهوده في وقف المواجهة بين الهند وباكستان، وإمكانية إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ويرى بن تسفي أن “لجبهة غزة أهمية خاصة في تطلعات ترامب كي يظهر كوسيط ماهر، إذ أن هذا شرط ضروري لدفع خطة طموحة في مركزها إعادة بلورة الشرق الأوسط كله، على أساس هيمنة أميركية، يفترض أن تستند إلى صفقات بين واشنطن ودول الخليج”. وتتضمن هذه الخطة تزويد إدارة ترامب دول الخليج بأسلحة حديثة مقابل استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأميركي، بهدف تشكيل “تحالف استراتيجي وسياسي واسع بإمكانه، بتأييد ودعم أميركي، أن يواجه التهديد الإيراني أو أي تهديد آخر يتحدى استقرار التحالف الجاري بناءه”.

واعتبر الخبير الإسرائيلي أن “الحلقة المركزية في هذا التحالف، وهي تطبيع إسرائيلي – سعودي، ما زالت ناقصة، لأن شروطها المسبقة، التي وضعتها الشركاء المفضلين على واشنطن في السعودية، وهي إنهاء الحرب في غزة وتصريح إسرائيلي أولي حول أفق سياسي في القضية الفلسطينية، لم تتحقق بعد”. وأضاف أن “حكومة بنيامين نتنياهو اختارت، حتى الآن، توسيع الاجتياح البري في غزة وفضلته على بطاقة الدخول إلى الشرق الأوسط الجديد كلاعب مركزي”.

وأشار بن تسفي إلى أنه عشية زيارة ترامب إلى السعودية والإمارات وقطر، “لم يعد بالإمكان إخفاء التصدعات الآخذة بالاتساع بين الحليفين”. وتابع أن “عمليا، ’العلاقات المميزة’ بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي لا يمكن التقليل من أهميتها، تجد نفسها تحت حركة كماشة تاريخية: تهديد حقيقي لهذه العلاقات يتعالى من جانب الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، وفي الوقت نفسه هناك توجهات بالتقوقع من جانب الجناح الانعزالي في الحزب الجمهوري”.

ورأى أن “هذا كله أدى إلى نمو إحباط وغضب وخيبة أمل في البيت الأبيض تجاه نتنياهو”، مشيرًا إلى أن بداية الأزمة شهدت تلميحات أميركية بأن نتنياهو “يدوس” على المصالح الأميركية في قضايا هامة. وأضاف أن “تعابير الاستياء باتت مكشوفة الآن، ويبدو أن ترامب وكذلك (مبعوثه الخاص ستيف) ويتكوف يواجهان صعوبة في فهم المنطق الاستراتيجي في استمرار التوحل الإسرائيلي في مستنقع غزة، وهذا يبدو لهما أنه قتال بلا هدف وفائدة”. وتوقع أنه “مقابل تعنت نتنياهو، ستطفو أزمة صدام كبيرة” نظرًا لكون ترامب “رئيس سريع الغضب وفظ في أسلوبه الكلامي، ويسعى إلى تقدم سريع وإنجازات فورية”.

وحسب بن تسفي، فإن المفاوضات المباشرة بين إدارة ترامب وحماس، التي أسفرت عن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأميركي، عيدان ألكسندر، “هي إحدى الخطوات وحسب من بين الخطوات التي قد تعكر السماء أكثر فوق العلاقات المميزة”. وتوقع أن تتطور الأمور لاحقًا لتشمل “إشراك حماس في الحكم في غزة في اليوم التالي، والسعي إلى اتفاق نووي مع إيران بدون التشاور مع إسرائيل، وتأييد البرنامج النووي السعودي المدني بدون ضوء أخضر إسرائيلي”.

وختم بن تسفي بالقول إنه “يبدو حاليا أنه يوجد تطابق بين مفهوم إدارة ترامب للغايات الاستراتيجية وبين مواقف جمهور واسع في إسرائيل. وهذا الواقع يجعل من الصعب على نتنياهو أن يقود ضد البيت الأبيض الحالي معركة سياسية كالتي خاضها ضد إدارة أوباما، إذ أنه هو وحكومته، الذين وضعوا بقاءهم السياسي في رأس سلم أولوياتهم، يفتقرون لدعم إسرائيلي داخلي واسع بالقدر الكافي كي ينفذوا معركة مشابهة بنجاح وفي المدى البعيد”.

زر الذهاب إلى الأعلى