غزة: تفاصيل مفاوضات “الفرصة الأخيرة” تزامنا مع زيارة ترامب

كشفت مصادر إسرائيلية وعربية لصحيفة تايمز أوف إسرائيل أن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخيار الحرب في قطاع غزة، يعقّد فرص نجاح مفاوضات التهدئة الجارية حالياً في العاصمة القطرية، الدوحة.
وكانت المفاوضات قد انطلقت الأربعاء وسط أجواء تفاؤل حذر بعد إفراج حركة حماس عن الرهينة الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، في خطوة رحّب بها الوسطاء الأميركيون باعتبارها مؤشراً إيجابياً.
لكن المصادر أوضحت أن رفض نتنياهو لأي اتفاق يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار يشكّل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق شامل، على الرغم من الضغوط المكثفة التي يمارسها المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على الطرفين للتوصل إلى تسوية.
ويتضمن المقترح الأميركي وقف إطلاق نار لمدة أسبوع مقابل الإفراج عن نحو نصف الرهائن الأحياء، وخلال هذا الأسبوع تبدأ إسرائيل محادثات بشأن إنهاء الحرب دون التزام مسبق بذلك، وهو ما رفضته حماس التي تشترط إنهاء الحرب بشكل نهائي قبل المضي قدماً في أي خطوات أخرى.
نتنياهو، من جهته، يواجه ضغوطًا من شركائه في الحكومة اليمينية المتطرفة الذين يهددون بإسقاط حكومته إذا أنهى الحرب مقابل صفقة للإفراج عن الرهائن المتبقين، والبالغ عددهم 58 رهينة، يُعتقد أن نحو 20 إلى 23 منهم فقط لا يزالون على قيد الحياة.
وأشارت التقارير إلى أن ويتكوف، الذي تراجع عن دعمه للمقترح الأميركي السابق، يسعى حالياً لطرح إطار عمل جديد يضمن إنهاء الحرب بشكل دائم وإبعاد حماس عن السلطة في غزة، وقد أجرى مكالمة هاتفية مطوّلة مع نتنياهو في هذا السياق، لكنها لم تسفر عن تقدم ملموس.
كما كشف مسؤول عربي أن حماس أبدت مرونة غير مسبوقة، بإعلان استعدادها لمناقشة نزع السلاح مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، إلى جانب استعدادها لتسليم السلطة لجهة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط.
الوسطاء المصريون والقطريون بدورهم، يقترحون تمديد وقف إطلاق النار لعدة أشهر، مقابل ضمان بقاء إسرائيل في المفاوضات وعدم استئناف القتال خلال هذه الفترة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أكد أن الهدف من الجولة الجديدة من المحادثات هو التوصل إلى هدنة أطول من تلك التي استمرت ستة أسابيع سابقاً، بما يسمح بالتوصل إلى اتفاقات نهائية بشأن مستقبل غزة.
وفي تصريحات لقناة سي إن إن، انتقد رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة، معتبراً أنها “تشير إلى عدم جدية حكومة نتنياهو في التفاوض على وقف إطلاق النار”.
ويتواصل وجود الوفد التفاوضي الإسرائيلي في الدوحة، رغم محدودية صلاحياته، فيما يستعد الجانب الأميركي لتكثيف ضغوطه خلال الساعات الـ48 المقبلة، في محاولة لإحداث اختراق في المفاوضات، التي يرى البعض أنها تمثل آخر نافذة أمل قبل تصعيد جديد محتمل في القطاع.