آخر الأخبار

فشل حقيقي – تحقيق داخلي يكشف ما حدث خلال هجوم 7 أكتوبر في “مفلاسيم”

كشفت نتائج تحقيق داخلي أجراه الجيش الإسرائيلي حول الهجوم الذي وقع على كيبوتس “مفلاسيم” ومحيطه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن إخفاقات أمنية وعسكرية جسيمة، تمثلت في غياب الاستعداد والتقدير السليم لحجم الهجوم، مما أدى إلى مفاجأة القوات الإسرائيلية وإرباكها.

وأظهر التحقيق أن ما يقرب من 300 مسلح تسللوا إلى المنطقة في ثلاث موجات متتالية، بينهم نحو 30 اقتحموا كيبوتس مفلاسيم، بينما كانت التقديرات العسكرية الإسرائيلية تقتصر على احتمال وقوع عمليات تسلل محدودة، دون التحسب لهجوم واسع ومنسق.

وحمّل التقرير المؤسسة العسكرية مسؤولية الفشل في تأمين الكيبوتس، مؤكداً أن القصور في التقدير والتدريب ساهم بشكل مباشر في سقوط عدد كبير من القتلى واختطاف عشرات الأشخاص، لا يزال 58 منهم محتجزين لدى حركة “حماس” حتى اليوم.

وأشار التحقيق إلى أن الهجوم بدأ عند الساعة 6:30 صباحًا، بينما تأخرت القوات الإسرائيلية في الوصول حتى التاسعة والنصف تقريبًا، ما سمح للمهاجمين بالسيطرة على مناطق واسعة من الكيبوتس ومحيطه، وسط حالة من الفوضى.

وفي ظل غياب سريع للجيش، لعبت فرق الحراسة المحلية وقوات التأهب دورًا بارزًا في صد المهاجمين، حيث ساهم قائد وحدة الحراسة في مفلاسيم في منع مجزرة وشيكة، كما أشاد التقرير بتدخل وحدات “يامام” الخاصة وجهاز “الشاباك”، اللذين أنقذا 12 عاملًا أجنبيًا خطفهم المهاجمون بعد اقتحام مجمع للعمال.

كما أشاد التحقيق بتصرف الحاخام المحلي للكيبوتس الذي قام بإخلاء الأطفال والأهالي من موقع تخييم قريب، قبل أن يُصاب خلال اشتباك مع أحد المسلحين على مدخل الكيبوتس.

ووثّق التقرير مقتل عدد كبير من الإسرائيليين، معظمهم كانوا يفرون من مهرجان “نوفا”، بعد أن أطلق عليهم مسلحون النار عند تقاطع “شعار هنيغيف”، حيث اختبأ المهاجمون في الأحراش المحيطة.

ورغم إرسال تعزيزات من وحدات خاصة، بينها الكوماندوز البحري، استمرت الفوضى، وتسبب سوء التنسيق في إطلاق نار خاطئ على مدنيين إسرائيليين، اعتقدت القوات أنهم من المهاجمين.

ويخلص التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مؤهلاً للتعامل مع سيناريو هجوم واسع ومتعدد المحاور، إذ انحصرت تدريباته في مواجهة عمليات محدودة، ما جعله عاجزًا عن صد الهجوم بشكل فعال.

ويُعد هذا التحقيق بمثابة إدانة صارخة للمؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، التي فشلت، رغم التحذيرات السابقة والثغرات المعروفة، في منع أحد أكثر الهجمات دموية في تاريخ البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى