واشنطن تدرس تخصيص مبلغ مالي ضخم لدعم “مؤسسة غزة الإنسانية”

كشف مصدران مطلعان ومسؤولان أميركيان سابقان أن وزارة الخارجية الأميركية تدرس تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي كيان جديد مثير للجدل يوزع مساعدات في قطاع غزة. وأوضحوا أن هذه الخطوة قد تعمّق انخراط واشنطن في جهود إنسانية يحيط بها الكثير من العنف والارتباك، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
وستأتي هذه المساعدات من ميزانية “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”، التي يجري حالياً دمجها ضمن وزارة الخارجية. ووفق المصادر، فإن الخطة تلقى دعماً من نائب مدير الوكالة بالوكالة كين جاكسون، الذي ساهم سابقاً في تقليص برامج الوكالة بنسبة 80% ضمن سياسة “أميركا أولاً”.
لكن المشروع يواجه معارضة داخلية من بعض المسؤولين الأميركيين، خاصة في ظل تقارير عن إطلاق نار أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة، إلى جانب مخاوف من ضعف كفاءتها، وغياب الحيادية في عملها.
وبدأت المؤسسة عملها مؤخراً وسط انتقادات من منظمات دولية، بينها الأمم المتحدة، والتي أعربت عن تحفظات بشأن افتقارها للشفافية والاستقلالية. وشهدت المؤسسة اضطرابات متكررة، من بينها استقالة مديرها ووقف عمليات التوزيع أكثر من مرة بسبب الفوضى والزحام.
ورغم عدم صدور تعليق رسمي من وزارة الخارجية الأميركية أو من “مؤسسة غزة الإنسانية”، تشير تقارير إلى أن الأخيرة تستخدم شركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة لنقل وتوزيع المساعدات فيما يُعرف بـ”مواقع التوزيع الآمنة”.
وذكرت “رويترز” أن شركة “ماكنالي كابيتال” الاستثمارية في شيكاغو لها مصلحة اقتصادية في الشركة التي تدير الخدمات اللوجستية والأمنية للمؤسسة داخل غزة، مما يثير أسئلة إضافية حول الطابع الربحي للعمل الإنساني الجاري.
في السياق ذاته، نقلت “رويترز” عن مسؤولين في مستشفيات غزة تأكيدهم مقتل أكثر من 80 شخصاً وإصابة المئات بين 1 و3 يونيو/حزيران، بالقرب من نقاط توزيع المساعدات.
في المقابل، تنفي كل من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية تمويل العملية مباشرة، لكنهما تضغطان على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية للتعاون مع المؤسسة، في وقت تتهم فيه واشنطن وتل أبيب شبكات توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة بتحويل جزء منها إلى حركة حماس، وهو ما تنفيه الحركة.
وطالبت إسرائيل بتمويل المؤسسة لمدة 180 يوماً، بينما يطالب بعض المسؤولين الأميركيين بإشراك منظمات إغاثة دولية ذات خبرة في العمل داخل غزة لضمان فعالية توزيع المساعدات، وهو ما قد ترفضه إسرائيل.
ومنذ انطلاق عملياتها، افتتحت “مؤسسة غزة الإنسانية” ثلاثة مراكز توزيع، لكن اثنين منها فقط ما زالا يعملان خلال اليومين الماضيين.