أخــبـــــار

صحيفة عبرية تكشف كواليس خطط اغتيال الضيف والسنوار قبل السابع من أكتوبر

وضعت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، قبل هجوم السابع من أكتوبر العام 2023، خططا لاغتيال قائدي حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار ومحمد الضيف، بينما طالب رئيس أركان الجيش في حينه، هيرتسي هليفي، بالتركيز على جهوزية الجيش عند الحدود الشمالية مع لبنان، وطالبت القيادة السياسية الإسرائيلية، أي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، بعدم المبادرة إلى عملية عسكرية في غزة في فترة هدوء.

وقدم ضباط إسرائيليون كبار هذه المعلومات، في الأشهر الأخيرة، إلى الطاقم الذي شكله الجيش الإسرائيلي برئاسة الجنرال في الاحتياط، سامي ترجمان، لدراسة تحقيقات الجيش حول إخفاقات 7 أكتوبر، وفق تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الثلاثاء.

وحسب التقرير، فإن الجيش الإسرائيلي يدعي أنه اكتشف في حواسيب حماس، خلال الاجتياح البري للقطاع، مواد تشير إلى أن حماس خططت أن تخرج إلى حيز التنفيذ خطة “سور أريحا”، التي تشمل تفاصيل هجوم ضد إسرائيل، في شهر أبريل العام 2023، وذلك على خلفية الانقسام في المجتمع الإسرائيلي والاحتجاجات المتصاعدة ضد الحكومة بسبب خطتها لإضعاف جهاز القضاء.

وأبلغ ضابط كبير طاقم ترجمان بأن قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، إليعزر توليدانو، وضع خطة عسكرية واسعة مؤلفة من أربع مراحل، تقضي باغتيال السنوار والضيف واثنين أو ثلاثة قياديين في حماس، وقصف منشآت تصنيع أسلحة لحماس معروفة للشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية (“أمان”)، وشن غارات جوية ضد المواقع العسكرية المركزية لحماس، وفي المرحلة الأخيرة شن اجتياح بري “محدود” تنفذه ثلاث فرق عسكرية نظامية لاستهداف مناطق إطلاق قذائف صاروخية.

وأضاف التقرير أن المستوى السياسي برئاسة نتنياهو طالب طوال سنين بإبقاء حماس في الحكم في القطاع، وأن الخطة العسكرية التي وضعتها القيادة الجنوبية “لم تهدف إلى هزيمة حماس أو القضاء على حكمها، وإنما استهدافها بشدة كبيرة وإخراجها من التوازن، بشكل تكون مرتدعة لسنوات طويلة”.

وقال الضابط الكبير في إفادته لطاقم ترجمان إن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، بتوصية من شعبة العمليات و”أمان”، رفض خطتي اغتيال السنوار والضيف واجتياح القطاع، مرتين خلال السنة ونصف السنة قبل هجوم 7 أكتوبر.

لكن طاقم ترجمان استمع لشهادة أخرى مناقضة، قدمها ضابط كبير وقدم تلخيصات لمداولات عسكرية، حول طرح القيادة الجنوبية، في مايو العام 2022، توصية بتنفيذ خطة اغتيال السنوار والضيف، وأن الشاباك كان أول من طرح ذلك، في أعقاب عملية نفذها فلسطينيون من الضفة الغربية، واستخدمت فيها فؤوس في بلدة إلعاد وأسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين.

يشار إلى أن رئيس الحكومة في حينها كان نفتالي بينيت، ونتنياهو رئيس المعارضة.

وحسب الإفادة الثانية التي قدمها ضابط كبير لطاقم ترجمان، فإنه تم طرح اغتيال السنوار والضيف مجددا خلال فترة متوترة شملت إطلاق قذائف صاروخية من القطاع على إسرائيل، في أبريل 2023، وأن توصية القيادة الجنوبية لم تشمل خطة الاجتياح الواسعة، وأن الشاباك برئاسة رونين بار أيد خطة كهذه، بينما تحفظ منها رئيس أركان الجيش هليفي.

وجاء في الإفادة الثانية، حسب التقرير، أن “الفرضية كانت أنه إذا لم يقتنع نتنياهو بتصفية قائدي حماس، فإنه سيقتنع خلال تصعيد أو توتر فقط، يبرران الهجوم. وعمليا، طوليدانو لم يحشد دعم الشاباك وسلاح الجو لهجوم كهذا. ومن أجل إقناع صناع القرار بتنفيذ عملية إستراتيجية وكبيرة بهذا الحجم، تعين تصعيد الهجوم إلى مستوى مرتفع. وهذا لم يحدث، وحتى أن القيادة الجنوبية لم تطلع رئيس أركان الجيش أو المستوى السياسي على خطة سور أريحا”.

في تلك الفترة، كان الجيش الإسرائيلي يركز جهوزيته ورفع حالة استنفار قواته لمعركة محتملة مع حزب الله وإيران، وذلك في أعقاب تسلل عنصر من لبنان ووصل إلى مفترق مجدو في مرج بن عامر، في مارس 2023، وتفخيخ مركبة التي انفجرت وأسفرت عن إصابة مواطن بجروح خطيرة.

وقال ضباط لطاقم ترجمان إن “المستوى السياسي كرر مطالبة الجيش الإسرائيلي بأن يبذل كل ما بوسعه كي تبقى غزة (جبهة) ثانوية وهادئة.

وواضح أنه في مناخ كهذا لا تكون فيه معظم القوى في جهاز الأمن موجهة إلى حماس. وأحيانا، يقنع حدث واحد المستوى السياسي بتأييد عملية يخطط لها الجيش، مثل تصفية القيادي في الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، في نوفمبر العام 2019 خلال عملية ’الحزام الأسود’ العسكرية. وأعدت القيادة الجنوبية لهذه العملية طوال أشهر كثيرة وأوصى بتنفيذها، والمستوى السياسي كان مرتدعا واقتنع بها فقط بعد أن شعر نتنياهو بأنه تم إذلاله على إثر إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه أشدود، أثناء إلقائه خطابا في اجتماع سياسي”.

زر الذهاب إلى الأعلى