صحيفة: مفاوضا غزة لم تغلق بل دخلت مرحلة جديدة

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم السبت 26 يوليو 2025، أن المسار التفاوضي المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لم يُغلق، بل انتقل إلى مرحلة جديدة عنوانها الضغوط الممنهجة وإعادة ترتيب الأوراق، بهدف تحسين شروط التفاوض، رغم انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من محادثات الدوحة بدعوى “التشاور”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس” تشهد تطورات حساسة، وسط تغيّر مفاجئ في الموقف الأميركي، وتكثيف للمناورات السياسية بين واشنطن وتل أبيب بهدف إرباك الأجواء المحيطة بالمحادثات.
وحتى مساء الخميس الماضي، أشارت التقديرات الأميركية إلى أن ردّ حركة حماس لم يُشكّل عقبة كبيرة، بل تضمن عناصر قابلة للبناء عليها. وبناء على ذلك، أجرى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف اتصالات مع الوسيطين المصري والقطري تمهيداً لجولة جديدة من المفاوضات في الدوحة.
لكن وفق الصحيفة، طرأ تحوّل دراماتيكي بعد اتصال ثلاثي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير خارجيته ماركو روبيو، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أعقبه تصعيد في التصريحات وانسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي، في خطوة اعتُبرت رسالة ضغط سياسية لا تعني إنهاء المسار التفاوضي، وإنما تهدف إلى إعادة ضبط التوازنات التفاوضية لصالح إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن كل من القاهرة والدوحة لا تعتبران ما جرى فشلاً للمفاوضات، بل تريان فيه “تعليقاً مؤقتاً قابلاً للاستئناف”، خاصة أن التحديات الحالية لا تفوق ما تم تجاوزه في مراحل سابقة.
وتشير التقديرات في العاصمتين الوسيطتين إلى أن واشنطن لا ترفض التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ، لكنها تستخدم أدوات ضغط قصوى للحصول على تنازلات إضافية، خصوصاً في ملفات مثل خريطة الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وضمانات ما بعد وقف إطلاق النار، وآليات إدخال المساعدات الإنسانية.
وفي هذا السياق، أكدت مصر وقطر في بيان مشترك، يوم أمس، تحقيق “بعض التقدّم” خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات التي استمرت ثلاثة أسابيع، مشيرتين إلى أن تعليق المحادثات لأغراض التشاور لا يعني انهيارها، وداعيتين إلى عدم الانجرار وراء التسريبات الإعلامية التي تسعى للتشويش على مسار التفاوض.