تقارير إسرائيلية: الجيش في مأزق ولا قدرة على تحرير الأسرى بالقوة أو هزيمة حماس

كشف مسؤولون أمنيون إسرائيليون، من الجيش وأجهزة الاستخبارات، عن قناعة متزايدة داخل المؤسسة الأمنية بأن توسيع الحرب على غزة لن ينجح في تحرير الأسرى الإسرائيليين، كما أن كلفة فرض حكم عسكري على القطاع باهظة للغاية، ما يدفع بعض القادة العسكريين للتشكيك بقدرة إسرائيل على تحقيق هدفها الثاني المعلن وهو “هزيمة حماس”.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن الجيش الإسرائيلي يواجه “مصيدة معقدة”، إذ إن الرأي العام في الداخل لا يفهم الغاية من استئناف الحرب، في وقت تتزايد فيه مخاوف عائلات الأسرى من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعريض حياة ذويهم للخطر، لا إلى إطلاق سراحهم.
أما على المستوى السياسي، فاتهمت الصحيفة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت بمنح الجيش “شيكًا على بياض” لتوسيع العمليات، فقط بهدف التهرب من المسؤولية لاحقًا في حال فشلت الخطة، حيث يُضاف إلى العمليات العسكرية أهداف سياسية لا تتسق مع قواعد الحرب، مما يزيد من تعقيد الموقف ويضاعف الأخطار على كبار ضباط الجيش.
وتشير الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي، الذي يخوض حربًا مستمرة منذ نحو عام ونصف، لم يتمكن حتى الآن من كسر قوة حماس، ما يدفعه إلى تبني خيار “الاحتلال الزاحف”، وهو ما ينطوي على مخاطر استراتيجية وتكلفة بشرية عالية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن الجيش لا يستطيع الانسحاب لأنه سيبدو كمن استسلم، ولا يستطيع الجمود لأنه سيكون هدفًا سهلًا لهجمات المقاومة، لذلك ليس أمامه سوى الاستمرار في التقدم، وهو ما قد ينتهي باحتلال القطاع بالكامل — وهو خيار يعارضه كثير من القادة العسكريين لأنه لا يخدم أمن إسرائيل على المدى البعيد.
وبحسب تقديرات هيئة الأركان العامة، المبنية على معلومات استخباراتية وتحليلات من سلاح الجو ولواء التخطيط العملياتي، فإن السيطرة على قطاع غزة تعني الحاجة لوجود طويل الأمد، وإدارة شبكة أنفاق ومواقع تحصين كثيفة، إضافة إلى تأمين خطوط الإمداد واستبدال دائم للقوات وسط إنهاك كبير في صفوف الاحتياط.
وقال مصدر أمني رفيع للصحيفة: “في أفضل السيناريوهات، سنعود إلى المربع الأول، وسيتوجب على القيادة السياسية أن تختار بين مواصلة الاحتلال أو إنجاز صفقة تبادل الأسرى”.
أما على صعيد الاستخبارات، فقد أكد مسؤول إسرائيلي أن المؤسسة العسكرية أوضحت للقيادة السياسية بوضوح: “إذا كنتم تريدون استعادة الأسرى وهم أحياء، فلا خيار سوى التفاوض مع حماس والتوصل إلى اتفاق”.