#كلمة
ليس مؤمن الناطور نموذجًا يُحتذى به، لكنه يمثّل حالة واقعية تشبه حال كثيرين من أبناء هذا الشعب، الذين قد يُجبرون على العيش في ما يُعرف بـ”المناطق الصفراء” إذا بدأ الإعمار هناك، أو بدافع البحث عن الأمان، لأن الإنسان في النهاية يبحث عن وسيلة للحياة، لا عن اصطفاف سياسي.
هذه الحقيقة يجب أن تصل إلى الفصائل: أين دوركم؟ أين أنتم من الناس الذين فقدوا كل شيء ويبحثون عن مأوى وحياة كريمة؟
منذ سنوات ونحن نرفع شعار العدالة وإحقاق القانون، ونتحدث عن المبادئ الوطنية كقيمٍ لا مساومة عليها. لكن الواقع اليوم يقول إن حركة “حماس” تحوّلت إلى كيانٍ طاردٍ للحياة، يتعامل بعقلية الثأر لا بعقلية الحركة الوطنية. ما جرى بعد وقف النار من عمليات قتل طالت عائلات مثل دغمش، وأبو سمرة، والصفطاوي، وصالح الجعفراوي وغيرهم، يثبت أن القتل أصبح أسهل من العتاب، وأن لغة الرصاص طغت على صوت العقل والعدالة.
في ظل هذا المشهد، لم يعد الناس يبحثون عن الشعارات، بل عن ملاذٍ آمن يقيهم الفوضى والانتقام ويمنحهم فرصة للبدء من جديد.
أما ما يُقال عن ذهاب مؤمن الناطور إلى “أبو شباب”، فذلك لا يجعله نموذجًا ولا حتى حالة استثنائية. فـ”أبو شباب” ليس حركة “تحرير”، ولا يمثل أي مشروع وطني يمكن التحالف معه. هؤلاء مجرد أدوات تُستخدم في مشاريع مشبوهة لا تمتّ للوطنية بصلة، ولا يمكن أن يكونوا بديلًا عن قيمنا التي نؤمن بها وننتمي إليها.
المرحلة المقبلة تحتاج إلى وعي وطني حقيقي، لا إلى مشاريع انتقامية أو اصطفافات زائفة.
الناس تريد وطنًا يُعيد لها الأمان، لا راياتٍ جديدة تُغطي وجعها.







