أخــبـــــار

إسرائيل تحدد مهلة لحركة حماس بشأن مفاوضات غزة قبل البدء بهذا الأمر

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025، أن الحكومة الإسرائيلية حددت مهلة زمنية قصيرة لحركة حماس من أجل تقديم رد إيجابي على مقترح صفقة تبادل أسرى، مهددة باتخاذ خطوات أحادية تشمل ضم مناطق داخل قطاع غزة في حال عدم الاستجابة.

وذكرت هيئة البث الرسمية “كان 11” أن إسرائيل بعثت رسالة تهديد واضحة إلى حماس عبر الوسطاء، مفادها: “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القريبة، فسنبدأ بخطوات عقابية، أبرزها ضم ما يسمى بـ‘المنطقة الأمنية العازلة‘”.

وتُعرف هذه المنطقة بأنها نطاق يمتد لأكثر من كيلومتر داخل حدود قطاع غزة، وتسيطر عليه إسرائيل منذ أكتوبر 2023، وتحاول فرضه كمنطقة مغلقة خالية من السكان، فيما تصفه إعلامها بـ”الغلاف الداخلي”.

وأكدت القناة 13 الإسرائيلية أن الحكومة أمهلت حماس أيامًا فقط للرد، مهددة بالمباشرة في تنفيذ خطة الضم إذا لم يتحقق تقدم في المفاوضات.

في السياق ذاته، كشفت صحيفة “هآرتس” أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يستعد لطرح خطة أمام المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) تتضمن ضم أجزاء من قطاع غزة، في محاولة لكسب دعم سياسي داخل الائتلاف، خصوصًا من وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

وتنص الخطة على منح حماس مهلة قصيرة للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وإلا فإن إسرائيل ستتخذ خطوات أحادية الجانب. واعتبر محللون هذه التحركات مناورة سياسية تمارس للضغط على حماس عبر التلويح بتغيير الوضع الميداني في القطاع.

من جهته، حذر الجيش الإسرائيلي من أن توسيع العمليات العسكرية، كما يطالب بعض الوزراء، قد يُعرّض حياة الرهائن للخطر، بسبب التقديرات بأنهم محتجزون في المناطق التي تستهدفها الخطة. وأبلغ الجيش الحكومة بأن اقتحام مدينة غزة أو المخيمات في وسط القطاع سيتطلب أشهرًا طويلة وقوات ضخمة، إلى جانب تمديد فترة الخدمة العسكرية أو تعبئة الاحتياط.

في المقابل، عبّر وزراء يمينيون متشددون عن رفضهم لهذا التحذير، وطالبوا بالمضي قدمًا نحو “احتلال مدينة غزة بالكامل وإنهاء وجود حماس”، حسب تعبيرهم، حتى لو أدى ذلك إلى وقوع خسائر في صفوف الرهائن.

وزيرة “الاستيطان والمهام القومية” أوريت ستروك دعت صراحة إلى توسيع العمليات العسكرية دون النظر إلى مصير الرهائن، وقالت في مقابلة إذاعية: “لا يمكننا أن نمتنع عن دخول مناطق تعتبر بؤرًا للإرهاب لمجرد وجود رهائن فيها. من الممكن أن يُصابوا، لكن لا يمكن أن نوقف الحرب من أجلهم”.

وفيما تتصاعد الدعوات داخل حكومة نتنياهو لمواصلة الحرب والتصعيد، يواصل الجيش تنفيذ عمليته المسماة “مركبات جدعون”، والتي أعلن رئيس الأركان إيال زامير أنها أسفرت حتى الآن عن “تدمير 75% من مساحة القطاع”، لكنه أقرّ أن الأهداف الأساسية للعملية، وفي مقدمتها القضاء على حماس وإنجاز صفقة تبادل، “لم تتحقق بعد”.

ووسط هذه التطورات، يبقى الغموض يلف مصير المفاوضات والرهائن في آن واحد، بينما تُواصل إسرائيل استخدام التصعيد والتهديدات كورقة ضغط في معادلة معقدة ومفتوحة على كل الاحتمالات.

زر الذهاب إلى الأعلى