
بالأمس فضّلتُ الصمت لأفهم المشهد أكثر، لكن الحقيقة باتت أوضح من أن تُخفى.
استخدام المستشفيات كسلاح ضد الناس، منع العلاج عن المصابين، وضع القناصة في الطوابق العليا، والتعامل مع الجرحى وفق الانتماء السياسي — كل هذا ليس من شرف المقاومة في شيء، بل جريمة لا تقل عن جريمة الاحتلال.
أن يُقتل من يقول “بدي أعيش”، وأن تُدار غزة كأنها مزرعة خاصة، وأن تُقابل تضحيات الصامدين بهذا الشكل القاسي… فهذا انحراف عن كل ما خرج الناس لأجله.
نعم، الاحتلال مسؤول عن الخراب والمجازر والحصار، لكن من الظلم أن يشارك في الجريمة من يدّعي تمثيل الشعب.
الحدث تجاوز حدود المغامرة، وتحول إلى كارثة يتحمل الناس وحدهم ثمنها — جوع، فلتان أمني، سرقة علنية للمساعدات، ووجوه تتاجر بدماء الشهداء ووجع الأحياء.
من حق الناس أن يعترضوا، ومن واجب الجميع أن يسمعوا. غزة ليست ساحة لتصفية الحسابات، ولا حقل تجارب للفاشلين… غزة تنزف، فكونوا بقدر هذه الدماء.