
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح الثلاثاء 8 يوليو 2025، تفاصيل اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، والذي ركّز بشكل رئيسي على الوضع في غزة، وجهود وقف إطلاق النار، إلى جانب ملفات إقليمية شائكة.
وفيما يتعلق بغزة، أكد نتنياهو خلال اللقاء دعمه لفكرة السماح للفلسطينيين بالمغادرة طواعية، قائلاً: “من يريد المغادرة فليغادر، ومن يريد البقاء فليبقَ”. وأضاف: “نعمل مع الولايات المتحدة على إيجاد دول تمنح الفلسطينيين مستقبلاً أفضل، ونقترب من تحقيق ذلك”.
جاء هذا التصريح في سياق ردّه على سؤال وُجه لترامب حول خطته السابقة، التي طرحها في فبراير، بشأن إعادة توطين سكان غزة، بالتوازي مع مخطط إسرائيلي لحصرهم في منطقة رفح ضمن “مدينة خيام” محتملة خلال هدنة إنسانية مرتقبة.
في وقت سابق، التقى نتنياهو بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف في مقر بلير هاوس بواشنطن، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة. وقال ويتكوف: “لدينا فرصة حقيقية للتوصل إلى صفقة بشأن غزة”.
وخلال لقائه مع ترامب، أشاد نتنياهو بدور الرئيس الأميركي في تعزيز السلام، وصرّح قائلاً: “أوصي بمنح ترامب جائزة نوبل للسلام… إنه يصنع السلام في منطقة تلو الأخرى”. ورد ترامب قائلاً: “يشرفني أن أكون مع بيبي وسارة، ولدينا نجاح كبير في الأفق”.
وتطرّق ترامب إلى الملف الإيراني، قائلاً: “حدّدنا موعدًا للتفاوض مع إيران… لقد دمّرنا منشآتهم النووية الأساسية، وهم الآن في مكان مختلف تمامًا”، مضيفاً: “آمل ألا نضطر إلى توجيه ضربة أخرى”.
وحول السلام في الشرق الأوسط، قال نتنياهو إن هناك فرصة حقيقية لتحقيق سلام إقليمي شامل، مشيداً بـ”رؤية ترامب” التي تقود إلى توسيع اتفاقيات أبراهام. وأضاف: “يمكننا التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين الذين لا يريدون تدميرنا، لكن الأمن يجب أن يبقى دائمًا بأيدينا”.
وفي ما يخصّ حل الدولتين، نقل ترامب السؤال إلى نتنياهو، الذي قال إن الفلسطينيين يجب أن تكون لديهم “القدرة على إدارة أنفسهم، دون تهديدنا”. وأكد أن “تجربة دولة حماس بعد 7 أكتوبر أثبتت فشل هذا النموذج”، معتبراً أن “السبيل الوحيد هو ضمان أمن إسرائيل الكامل”.
من جانبه، عبّر ترامب عن تفاؤله بشأن جهود التهدئة، قائلاً: “لا أرى عراقيل كبيرة أمام وقف إطلاق النار… الأمور تسير بشكل جيد، وحماس تريد التفاوض”.
وبخصوص التطبيع مع سوريا، كشف ترامب عن قراره رفع العقوبات عن دمشق “بناء على طلب عدة دول في المنطقة، من بينها إسرائيل”، وأشار إلى لقائه بالزعيم السوري الجديد، أحمد الشرع، قائلاً: “ترك لديّ انطباعاً قوياً… أردنا منحه فرصة”.
ورحّب نتنياهو بتلك الخطوة، قائلاً: “هناك فرصة يجب استكشافها… خروج إيران من المشهد يفتح المجال أمام الاستقرار وربما السلام مع سوريا”. وأضاف: “الرئيس ترامب فتح قناة للتواصل، والسوريون أمامهم الكثير ليكسبوه من السلام”.
هذا اللقاء، بحسب مراقبين، يعكس محاولات أميركية جادة لإعادة صياغة ملامح الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد الحرب، مع التركيز على إنهاء الحرب في غزة، وتثبيت إسرائيل كشريك رئيسي في استقرار الإقليم.








