أخــبـــــار

الكشف عن هدف العملية العسكرية في دير البلح

بدأ الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، عملية توغّل بري في الأطراف الجنوبية والشرقية من بلدة دير البلح وسط قطاع غزة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان على القطاع، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية خطيرة.

وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن العملية تهدف إلى إنشاء “محور عملياتي” يعزل دير البلح عن منطقة المواصي الساحلية غربًا، ويقيّد الحركة بين مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، وسط غياب أي انتشار بري إسرائيلي سابق في هذه المنطقة.

وبحسب قناة “كان 11” العبرية، فإن التوغّل يأتي في محاولة لمضاعفة الضغط على حركة حماس خلال المفاوضات الجارية في الدوحة، لتحقيق مكاسب ميدانية “تكتيكية” قد تُوظّف سياسيًا، رغم المخاوف من تأثيرها السلبي على فرص التوصل إلى اتفاق، وإمكانية تهديد حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وقد أثار التوغل غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين اعتبروا أن الجيش “يُعرّض حياة أبنائهم للخطر عن سابق علم”، مطالبين بتوضيحات فورية من رئيس الحكومة ووزير الأمن ورئيس الأركان بشأن الأخطار المحتملة على حياة الأسرى جراء هذه العملية.

وفي السياق الميداني، أفادت هآرتس بأن الجيش الإسرائيلي شنّ قصفًا جويًا ومدفعيًا مكثفًا على أحياء دير البلح، تركز في حي اللحام، وأسفر عن تدمير ثلاثة مساجد، وسط تصاعد القلق من تعرض المدينة لموجة تدمير ممنهجة، رغم التقديرات بوجود أسرى إسرائيليين في المنطقة.

من جهتها، حذّرت الأمم المتحدة من أن أوامر الإخلاء الصادرة عن الجيش للسكان المحليين تقلّص مساحة المعيشة المتاحة للمدنيين في غزة إلى 12% فقط، مشيرة إلى أن المناطق المشمولة بالأوامر تضم منشآت حيوية مثل محطة تحلية مياه، ثلاث آبار، أربع عيادات، سبع مدارس مؤقتة، ومراكز توزيع مساعدات إنسانية.

وأضافت أن الغارات الإسرائيلية استهدفت موقعين تابعين للأمم المتحدة رغم التنسيق المسبق لمواقعها مع الجيش، مشددة على أن هذا التوغّل قد “يفصل فعليًا دير البلح عن باقي القطاع حتى ساحل البحر”، ما يهدد بشلّ العمل الإنساني.

وفي مقابل دعوات الحذر من المساس بالأسرى، دعت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك إلى توسيع العمليات لتشمل كامل حدود غزة، حتى “لو كلف ذلك حياة الأسرى”، معتبرة أن التقيّد بخطوط حمراء عسكرية يمنع الحسم. وقد قوبلت هذه التصريحات برفض حاد من عائلات الأسرى التي شددت على أن “الجيش مسؤول عن سلامتهم”.

وأفادت مصادر طبية بإصابة ثلاثة مدنيين بجراح نتيجة القصف المدفعي، مع وجود جثث لم تُنتشل في جنوب المدينة بسبب شدة القصف. كما أشارت تقارير إلى أن أكثر من ألف عائلة نزحت من دير البلح منذ يوم أمس، في ظل صعوبات معيشية وارتفاع تكاليف التنقل.

وتُظهر صور أقمار صناعية نشرتها هآرتس مؤخراً أن دير البلح كانت من أقل المناطق تضرراً في غزة، مما جعلها مركزًا لعمل مؤسسات الإغاثة الدولية. وتقدّر الأمم المتحدة عدد سكان المدينة بين 50 إلى 80 ألف نسمة، يُقيم آلاف منهم في خيام مؤقتة. ويُخشى أن يحوّل التوغّل والإخلاء هذه المنطقة إلى بقعة غير صالحة للسكن أو الإغاثة.

زر الذهاب إلى الأعلى