وكالة الأنباء الفرنسية تحذر من وفاة مراسليها في غزة جوعاً

أطلقت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) تحذيرًا صارخًا بشأن الأوضاع الكارثية التي يعيشها مراسلوها المستقلون داخل قطاع غزة، مؤكدة أنهم أصبحوا على حافة الموت جوعًا بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية، واستمرار الحصار الإسرائيلي، والانهيار التام في الخدمات الأساسية.
وفي بيان رسمي، أوضحت الوكالة أن فريقها داخل القطاع يضم كاتب نصوص واحد، وثلاثة مصورين، وستة مصوري فيديو يعملون بشكل مستقل، ويعدون من بين القلة القليلة التي تواصل تغطية الأحداث الميدانية في غزة منذ منع دخول الصحافة الأجنبية قبل عام ونصف.
وأضافت: “نرفض أن نشاهدهم يموتون”، مؤكدة أن بعض المراسلين لم يعودوا قادرين جسديًا على الحركة أو أداء مهامهم، وسط تدهور سريع في حالتهم الصحية.
وسلط البيان الضوء على معاناة المصور بشار (30 عامًا)، الذي يعمل مع الوكالة منذ عام 2010، وقال في منشور على فيسبوك: “لم تعد لدي القوة للعمل… جسدي نحيف ولا أستطيع الاستمرار.” ويعيش بشار في أنقاض منزله برفقة عائلته، في ظل انعدام الماء والكهرباء والغذاء، مشيرًا إلى أن شقيقه الأكبر “سقط بسبب الجوع”.
ورغم تلقيهم رواتب شهرية، إلا أن انهيار النظام المصرفي وارتفاع الأسعار الحاد جعلا هذه الرواتب غير كافية، خاصة بعد أن اقتطع الوسطاء ما يصل إلى 40% من المبالغ المحوّلة إليهم.
وأكدت الوكالة أن مراسليها باتوا يعتمدون على التنقل سيرًا على الأقدام أو باستخدام عربات تجرها الحمير، لتجنب استهدافهم من قبل الطائرات الإسرائيلية، فيما قالت المراسلة أحلام من جنوب القطاع: “لا أعلم إن كنت سأعود حية كل مرة أغادر فيها الخيمة.”
وختمت AFP بيانها بالقول: “هم شباب… لكنهم ينهارون”، محذّرة من أن قدرة الصحفيين على إيصال الحقيقة إلى العالم تتآكل، والخطر يهدد حياتهم بشكل مباشر. ونقلت عن أحلام قولها: “المقاومة ليست خيارًا، بل ضرورة. أواصل عملي لأمنح الناس صوتًا، وأوثق الحقيقة رغم كل محاولات إسكاتها.”
وأكدت الوكالة أن هذه هي المرة الأولى، منذ تأسيسها عام 1944، التي تواجه فيها خطر فقدان موظفيها بسبب الجوع، رغم عقود من العمل في مناطق النزاع حول العالم.