أخــبـــــارخاص المواطن

المواصلات في غزة: مركبات متهالكة وأجرة مرتفعة وشوارع مسدودة بالركام

كتب خليل الشيخ:

يضطر غالبية المواطنين في قطاع غزة إلى السير على أقدامهم بهدف الوصول إلى مقاصدهم، لعدم تمكن المركبات من الدخول إلى الشوارع والطرقات.

ولا تنقطع المشادات الكلامية بين السائقين والركاب نتيجة للارتفاع الكبير في أسعار النقل من وإلى المحافظات جنوباً وشمالاً، فضلاً عن نقلهم بطريقة مهينة وتشكل خطورة على حياتهم.

“ندفع أجرة عالية جداً ونستقل مركبات متهالكة لا تستطيع إيصالنا لمقاصدنا”، هكذا قال المواطن حمزة أبو هربيد (35 عاماً) الذي ينتهي به المطاف بدفع نحو 50 شيكلاً في كل مرة يتوجه من منزله المدمر في بيت حانون، شمال القطاع، إلى مكان سكنه في مخيم الشاطئ بغزة ذهاباً وإياباً.

وأضاف “في كل مرة لا أدفع فقط هذا المبلغ بل أسير مشياً لمسافات طويلة تحت حجة أن المركبة لا تستطيع الوصول إلى المكان بسبب أكوام الركام المترامية على الجانبين”.

وأشار إلى أن عائلته تحتاج أيضاً للتنقل من مكان إلى آخر، وتدفع أُجوراً متفاوتة بين 15 و20 شيكلاً يومياً للتنقل داخلياً، في الوقت الذي يفتقد فيه الدخل الثابت.

من جهتها، قالت المواطنة اعتماد أبو طه، في الأربعينيات من عمرها من مدينة غزة، إنها تمتنع في بعض الأحيان عن الخروج تجنباً لدفع أجرة عالية، ومرات عدة تضطر للسير مسافات طويلة لكي توفر ثمن الأجرة، حيث إنها تتنقل يومياً لجلب احتياجات أسرتها.

وأشارت إلى أن أجرة المواصلات مرتفعة جداً قياساً بالإمكانات المتاحة في ظل ما يدعيه السائقون بأن الارتفاع سببه نقص الوقود، وارتفاع تكاليف صيانة المركبات.

بدوره، قال السائق وليد جرادة إنه يتغلب على النقص والارتفاع الباهظ في أثمان الوقود المتوفر في قطاع غزة، برفع أجرة النقل ولا بديل عن ذلك، مشيراً إلى أن ثمن كيلو الغاز اللازم لمركبته يُباع بنحو 65 شيكلاً بدلاً من 22 شيكلاً قبل إغلاق المعابر.

وأيده زميله “أبو عمر” (30 عاماً) في تبرير سبب ارتفاع الأجرة في قطاع غزة، مبيناً أن ارتفاع الأجرة سببه أيضاً الارتفاع الكبير في تكاليف صيانة المركبات الناجم عن سلوك طرق وعرة، ومليئة بقطع الركام وأكوام الردم التي تسبب أعطالاً كثيرة.

وتساءل “أبو عمر”: هل يعقل أن يرتفع ثمن صيانة إطار السيارة (بنشر) من 5 شواكل قبل العدوان إلى 50 شيكلاً حالياً؟
والملاحظ هو غياب شبه كامل لوسائل النقل الداخلية، لا سيما في مخيم جباليا وبلدات بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا ومنطقة الصفطاوي.

وقال المواطن محمود عفانة (63 عاماً): “في جباليا فش سيارات وفش كارات وتكاتك، لأنه فش طرق، كلها مدمرة او ضيقة”، موضحاً أن المواطنين يسيرون على أقدامهم للوصول إلى الطرق الخارجية عند رغبتهم في مغادرة المخيم، والوصول إلى مدينة غزة.

ويحتاج هؤلاء للتنقل بهدف ابتياع الاحتياجات التموينية أو زيارات الأقارب في رمضان، أو التوجه للمستشفيات وتلقي العلاج، وفي كل مرة يمشون على أقدامهم في مشهد يعيدهم إلى أعوام السبعينيات، حسب المواطن “عفانة”.

“إنها مواصلات خطرة على سلامتنا، ومهينة وتمس حقوقنا كآدميين، تخيل أننا نجلس على حواف عربة مكشوفة ومربوطة بمركبة تسير بسرعة فائقة على طريق سريع، او نقف في عربة مجرورة بشكل نشبه العجول حين نقلها من مكان إلى آخر”. هكذا وصف المواطن محمود خير الدين من خان يونس واقع الحال على الطرق العامة، التي يتنقل عليها المواطنون وسط مخاطر كبيرة.

واستذكر خير الدين عدة حوادث سير وقعت على هذه الطرق لا سيما طريق صلاح الدين، وتسببت بإصابات ووفيات بين الركاب، مشيراً إلى أنه لا أحد يلقي بالاً واهتماماً بحياة وسلامة هؤلاء الركاب.

وتنقل العربات التي يجرها حيوان أو الـ”تكتك” وليس المركبات، بأوامر وتعليمات عسكرية إسرائيلية بين محافظة غزة والوسطى، وهو ما يعرف خط “النويري/ النابلسي” الساحلي بظروف مهينة، وتشكل خطراً على حياة الركاب.

وقال طبيب فضل عدم كشف اسمه، ويسكن في بيت لاهيا: “أحتاج للتنقل بين مكان سكني ودير البلح لمتابعة عملي في عيادة مؤقتة أقيمت إبان فترة النزوح في دير البلح، وهو ما يجبرني على استخدام عربات الحيوان او “تكتك” بظروف فيها كثير من المهانة.

المصدر: صحيفة الأيام

زر الذهاب إلى الأعلى