“تلاعب بالتوقيت”.. خدعة إسرائيلية في اغتيالات غزة الأخيرة!
كشفت مصادر ميدانية في غزة ، لصحيفة الشرق الأوسط، اليوم الإثنين، 24 نوفمبر 2025، عمّا وصفته بأنه “تلاعب إسرائيلي في توقيت إعلان الاغتيالات عبر خدعة” لخلق ذريعة بدأت معها إسرائيل عمليات اغتيال واسعة لعدد من القيادات العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وشرحت المصادر أن إسرائيل لم تعلن عن عمليات اغتيال الحديدي، وغيره من القيادات المستهدفة رغم إتمامها، إلا بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي هجومه «رداً على عملية إطلاق نار قام بها فلسطيني تجاه قوة إسرائيلية (جنوب غزة)، بعد أن ترجّل من مركبة على طريق مخصص للمساعدات الإنسانية»، وذلك على الرغم من أن الاغتيالات سبقت الإعلان عن الهجوم.
ونشر الجيش مقطع فيديو للحدث الذي يظهر عملية إطلاق النار على الشاب، ما أدى إلى مقتله.
آ
بدورها شككت «حماس» في تلك الذريعة الإسرائيلية، بل إنها سارعت إلى إصدار تصريح على لسان عضو مكتبها السياسي عزت الرشق، السبت، طالب فيه بالكشف عن هوية الشاب المتهم من قبل إسرائيل، للتأكيد على أن الحركة ليست لها علاقة بالحادث.
مطلق النار
وكشفت مصادر فلسطينية متطابقة من داخل وخارج حماس، لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن منفذ العملية هو خليل ناجي (28 عاماً)، من سكان دير البلح وسط قطاع غزة، ومتزوج ولديه ثلاثة أطفال؛ أحدهم ولد خارج القطاع مع والدته التي ترافق والدتها في رحلة علاج، بينما الطفلان الآخران يوجدان مع والدة خليل، وتشرف على تربيتهما. وتؤكد المصادر أن «وضعه المالي جيد جداً، ما يثير أسئلة حول دوافعه وحقيقة ما حصل معه».
وتقول المصادر إن ناجي مصاب تعرّض للبتر في قدمه اليسرى بعد إصابته فيما عُرف بـ«مسيرات العودة» عند حدود قطاع غزة، وقام بتركيب طرف صناعي.
وبحسب ما ذكرت الصحيفة، فإنه كان يعمل مؤخراً في قيادة جيب مخصص للمشاركة في عمليات تأمين دخول المساعدات من معبر كيسوفيم، وهي الطريق ذاتها التي سلكها وقتل فيها.
وبيّنت المصادر أن ناجي لا ينتمي لأي فصيل فلسطيني، وأن السلاح الذي كان بحوزته «يعود لأحد أصدقائه، وكان يستخدمه في عمليات تأمين البضائع. كما عمل مؤخراً على شراء كمية من المعلبات للتجارة بها وتخصيص عمل له وحده».
وتقول بعض المصادر المقربة من عائلته إنها «تعيش حالة صدمة، خاصة وأنه كان قد تعرّض لمحاولة سرقة لبضائع جلبها مؤخراً في المنطقة ذاتها التي قتل فيها، مرجحة أن يكون «توجّه مرة أخرى إلى المكان من دون تنسيق مسبق، وفق القواعد المتبعة لعملية تنسيق إدخال وتأمين البضائع، بهدف مواجهة بعض اللصوص». فيما قالت مصادر أمنية من «حماس» إنه يجري التحقيق أكثر في إمكانية فهم الأسباب التي دفعته لذلك.
الاغتيالات
العودة إلى الاغتيالات، فإن القيادي المستهدف في «كتائب القسام» علاء الحديدي تبين أنه كان مسؤول الإمداد والتسليح في ركن التصنيع التابع للكتائب، وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان مسؤولاً عن توزيع الأسلحة بأنواعها المختلفة خلال الحرب على عناصر «القسام».
ويقطن الحديدي مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، وقُتل برفقته خليل السري الذي يعمل معه. كما قُتل طفلان كانا يمران في مكان قصف المركبة عند مفترق العباس غرب المدينة. وفق الصحيفة
وفي غارة أخرى، طالت عملية اغتيال غالب أبو شاويش، في منزل عائلته بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الأمر الذي تسبب بمقتل 10 آخرين من أقاربه، بينهم زوجته ونجله الأكبر بلال، واثنتان من بناته، وإصابة عدد آخر.
وبحسب مصادر من «حماس»، فإن أبو شاويش يتولى منصب قائد سرية في كتيبة النصيرات التابعة لـ«كتائب القسام».
وفي قصف آخر لشقة سكنية بالنصيرات وسط قطاع غزة، قتلت طائرة مسيرة إسرائيلية، مصطفى أبو حسب الله، إمام وخطيب مسجد «الفاروق» بالمخيم، ويعد من رجال الدعوة في جهاز الدعوة بحركة «حماس» ومن قادتها المحليين، ويبدو أنه أحد الأشخاص الذين لجأت إليهم «كتائب القسام» مؤخراً في إطار إعادة هيكلية بعض المراكز القيادية داخلها. بحسب تقرير الشرق الأوسط
كما طالت غارة أخرى في مدينة غزة شقة سكنية ضمن مبنى سكني يضم نازحين في حي النصر بمدينة غزة، ما تسبب بمقتل 5 فلسطينيين على الأقل، من بينهم علاء الخضري، وهو ناشط بارز في «الوحدة الصاروخية» بـ«الجهاد الإسلامي»، كما تكشف مصادر لـ«الشرق الأوسط».
وتقول مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل لم تعلن عن عملية إطلاق النار سوى بعد تنفيذها الاغتيالات، مشيرةً إلى أن هناك جهداً استخباراتياً كبيراً تقوم به قواتها على مدار الساعة داخل قطاع غزة لرصد المقاومين وتحركاتهم ثم قتلهم حينما تحين لها أي فرصة حتى ولو لم يكن هناك إطلاق نار كما جرى في الأيام الأخيرة مع بعض القيادات البارزة وأخرى ميدانية.
وأشارت إلى أن طائرات الاستطلاع التجسسية لا تتوقف عن التحليق في سماء قطاع غزة، كما أن هناك تحركات باستمرار لقوات خاصة، وكذلك لعملاء يعملون لصالح الاحتلال، إلى جانب الجهد التكنولوجي في هذا الأمر الذي يتسبب باغتيال المزيد من المقاومين.






