“حشد” تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة وتدين الصمت الدولي تجاه جرائم الإبادة والتجويع

حذّرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، من كارثة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي وسياسات الحصار والتجويع، مشيرةً إلى أن الصمت والعجز الدولي عن وقف هذه الجرائم يعد “تواطؤًا صريحًا في ارتكابها”.
وقالت الهيئة، في بيان صحفي صدر اليوم الأحد، إن الأوضاع في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة من التدهور، في ظل مواصلة الهجمات الإسرائيلية المكثفة على المدنيين، واستهداف البيوت، ومراكز الإيواء، وخيام النزوح، إلى جانب استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية لليوم الـ64 على التوالي.
وأوضحت “حشد” أن عدد الشهداء منذ استئناف العدوان في 18 مارس 2025 تجاوز 2800 شهيد، فيما أصيب أكثر من 6,325 شخصًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، مؤكدة أن العمليات العسكرية البرية أسفرت عن نزوح قسري لأكثر من نصف مليون شخص، ما يرفع نسبة النازحين إلى أكثر من 90% من سكان القطاع، وهم محاصرون في مناطق لا تتجاوز 30% من مساحة غزة وتفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وأضافت الهيئة أن القطاع يعاني من انتشار واسع للمجاعة والأوبئة، وسط نقص حاد في المواد الغذائية، والأدوية، والمستلزمات الطبية، مشيرةً إلى وفاة الطفلة “جنان صالح سكافي” (4 أشهر) بمستشفى الرنتيسي نتيجة الجفاف وسوء التغذية، ما يرفع عدد الوفيات المؤكدة جراء المجاعة إلى 57 شخصًا، بينهم 26 طفلًا.
وأشارت إلى تحذيرات صادرة عن منظمات طبية دولية من انهيار المنظومة الصحية بالكامل بسبب نفاد الأدوية والوقود وغياب الاحتياجات الأساسية، مؤكدة أن قطاع غزة دخل مرحلة “تفوق التصور”، وتنذر بوفاة آلاف الأطفال والمرضى في حال لم يتم فتح المعابر بشكل عاجل.
ونقلت الهيئة عن “اليونيسف” تقديرها بأن نحو 335 ألف طفل دون سن الخامسة في غزة مهددون بالموت البطيء نتيجة سوء التغذية، بينما أعلنت الأمم المتحدة عن ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتلقون علاجًا من سوء التغذية بنسبة 80% مقارنة بالشهر الماضي.
وأكدت “حشد” أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف البنية الاجتماعية والاقتصادية في غزة، مشيرة إلى توثيق استهداف 28 تكية خيرية، و37 مركزًا لتوزيع المساعدات، و16 مخبزًا، بالإضافة إلى تدمير الأسواق وأغلب شبكات المياه، وتجريف الأراضي الزراعية، ومنع إدخال السيولة المالية، ما أدى إلى تفاقم الفقر والجريمة والفوضى في القطاع.
واعتبرت الهيئة أن هذه الجرائم تأتي ضمن سياسة ممنهجة لإبادة السكان وتغيير التركيبة الجغرافية والديمغرافية لغزة، متهمةً إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وبأن الدعم الأمريكي يشكل شراكة مباشرة في هذه الجرائم.
وطالبت الهيئة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف وكافة الأحرار في العالم بالتحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين، ومحاسبة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، داعية إلى تشكيل تحالف دولي إنساني لتطبيق قرارات الأمم المتحدة وتوصيات محكمة العدل الدولية.