
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الجمعة، عن تقدم كبير في المفاوضات الجارية بشأن التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، وسط ترقّب مصري قطري أميركي لردّ رسمي من حركة حماس على المقترح الأميركي الأخير لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.
وأفادت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مصرية مطلعة، بأن الرد الإيجابي من حماس بات وشيكاً، وأن غالبية القضايا الجوهرية في الاتفاق تم حسمها، خاصة ما يتعلق بآلية إدخال المساعدات وضمان استمرار المفاوضات خلال فترة التهدئة، بينما تبقى بعض النقاط الفنية قيد البحث، أبرزها صيغة الإعلان عن إنهاء الحرب وآلية مراقبة تنفيذ الالتزامات.
وقالت المصادر إن القاهرة والدوحة تلقتا “إشارات مطمئنة للغاية” من قيادة حماس، مؤكدة أن الحركة تدرس المقترح بجدية عالية، في حين رجّحت تقارير إعلامية عبرية أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى الاتفاق رسمياً يوم الإثنين المقبل، تزامناً مع زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
ويتضمن المقترح الأميركي، بحسب الصحيفة، وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً بضمانات شخصية من ترامب، مقابل تنفيذ جدول زمني للإفراج المتبادل عن أسرى وجثامين، يبدأ بإطلاق 8 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول، وتسليم جثامين أخرى على مراحل حتى اليوم الستين. كما تنص الوثيقة على بدء الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من شمال وجنوب غزة، وبدء دخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية فوراً تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وبالمقابل، تلتزم حماس بتقديم معلومات دقيقة عن وضع الأسرى المتبقين في اليوم العاشر من التهدئة، في حين تزود إسرائيل الحركة ببيانات شاملة عن المعتقلين الفلسطينيين لديها بعد السابع من أكتوبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن ملف إعادة إعمار القطاع لا يزال يشكل عقبة أمام الاتفاق، في ظل رفض إسرائيل إدخال مواد البناء دون شروط أمنية مشددة، ما يرجح تأجيل هذا الملف إلى مرحلة لاحقة.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو عازم على إنجاز الاتفاق “بأي ثمن”، واصفة الوضع السياسي بأنه “فرصة نادرة”، فيما أكدت صحيفة جيروزاليم بوست أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تؤيد إنهاء الحرب خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
وتتضمن مسودة الاتفاق التزاماً من الولايات المتحدة وقطر ومصر بضمان استمرار المفاوضات بعد الهدنة، بهدف التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، يشمل الترتيبات الأمنية المستقبلية وإدارة مرحلة ما بعد الحرب في القطاع.