صحيفة : مساع مصرية قطرية لإنقاذ مفاوضات غزة وفق هذه الشروط

كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، صباح الثلاثاء 3 يونيو 2025، عن تحرّك مصري-قطري مشترك لإعادة إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظلّ تصاعد الضغوط الدولية واستمرار الفجوات بين حركة “حماس” وإسرائيل بشأن شروط الاتفاق.
وأكدت الصحيفة أن حركة “حماس” أبدت استعدادها الفوري للانخراط في جولة جديدة من المفاوضات، مشيدة بالجهود القطرية والمصرية الرامية إلى وقف دائم لإطلاق النار. وجاء بيان الحركة بعد إعلان مشترك من القاهرة والدوحة أكّد استمرار المساعي لتذليل العقبات، استنادًا إلى المقترح الأميركي المقدم من المبعوث الخاص ستيف ويتكوف.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيانين صدرا في محاولة لامتصاص “الاستياء الأميركي” من موقف “حماس”، في ظل ما نقلته مصادر دبلوماسية عن “غضب واشنطن” من الرد السلبي للحركة على المقترح الأخير، ما دفع الإدارة الأميركية إلى تكثيف اتصالاتها بعواصم إقليمية، مثل الدوحة والقاهرة وأنقرة، بهدف الضغط على “حماس” لتليين موقفها.
في المقابل، اعتبرت مصادر إسرائيلية أن إعلان “حماس” لا يعكس تغييرًا حقيقيًا في مواقفها، ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن قرار تل أبيب بعدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة يدل على “اتساع الفجوات الجوهرية”، معتبرين أن مرونة الحركة “تكتيكية تهدف إلى تحسين صورتها أمام الوسطاء والرأي العام الدولي”.
رغم ذلك، أفادت قناة “كان” العبرية بأن المفاوضات ما تزال قائمة، وسط اتصالات مكثفة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر لعقد جولة تقريب جديدة بين الطرفين. ونقلت عن مصادر مطلعة أن “الخلافات لا تزال كبيرة، خاصة حول مطلب وقف دائم لإطلاق النار”، لكن التوصل إلى اتفاق ما يزال ممكنًا.
في السياق ذاته، أجرى رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم قالن، اتصالًا برئيس وفد “حماس” المفاوض خليل الحية، ناقش خلاله تطورات الوساطة الأميركية، حيث شدد الطرفان على “أهمية الإسراع في تنفيذ تبادل الأسرى وضمان تدفق المساعدات، تمهيدًا لوقف دائم للقتال”، وفق وكالة الأناضول.
كما التقى رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، بعدد من قيادات “حماس” في الدوحة، لمناقشة مقترح ويتكوف وسبل تجاوز النقاط الخلافية. ونقل موقع أكسيوس الأميركي أن اللقاء يأتي ضمن سلسلة اجتماعات تمهيدية لجولة وساطة جديدة.
أما من الجانب المصري، فقد أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الاتصال الأخير بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والمبعوث الأميركي شهد توترًا، معبّرة عن قلق القاهرة من تحوّل الحرب إلى استنزاف إقليمي، خاصة في ظل العمليات المتواصلة في خان يونس، والتي تخشى مصر أن تؤدي إلى تغييرات ديموغرافية تدفع الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، ما يشكّل تهديدًا للأمن القومي.
وفي خضم الحراك الإقليمي، دعا وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في بيان مشترك صدر عقب اجتماعهم في الكويت، إلى وقف فوري لإطلاق النار ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مشيدين بالدور القطري والمصري، ومؤكدين دعمهم السياسي والدبلوماسي الكامل لأي مسعى للتوصل إلى تسوية شاملة، بما في ذلك ما ورد في “قمة فلسطين” حول نشر قوات حماية دولية في الأراضي الفلسطينية.