نتنياهو يعترف بأن تدمير غزة يهدف إلى هذا الأمر

أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع مجموعة من ضباط جيش الاحتياط مساء الخميس، بأن الحرب الجارية في قطاع غزة تمثل “فرصة تاريخية” للتخلص من عدد كبير من الفلسطينيين، مؤكداً أن التدمير الواسع في القطاع ليس مجرد ردّ على العمليات الفلسطينية، بل جزء من مخطط مدروس يهدف إلى تهجير سكانه، بحسب ما نقلته صحيفة هآرتس.
وخلال اللقاء، أعرب الضباط عن انتقادات لاذعة للسياسة المتبعة، واتهموا نتنياهو بالمغامرة بحياة المحتجزين من دون وجود هدف سياسي واضح، متهمين إياه بتوظيف الحرب لخدمة مصالحه الحزبية والشخصية. ورد نتنياهو غاضباً قائلاً: “نحن ندمّر غزة بالكامل، ويجب ألّا يتبقى لهم مكان يعودون إليه… يجب أن يغادروا”.
وفي السياق نفسه، كشفت بروتوكولات لجنة الإعلام والعلاقات الخارجية في الكنيست أن نواباً من اليمين الحاكم، بمن فيهم من حزب “الليكود”، برروا سياسة حرمان سكان غزة من الغذاء والدواء، بمن فيهم الأطفال، معتبرين أنها جزء من المعركة الجارية.
وخلال جلسة ناقشت الأزمة الإنسانية في القطاع، قالت طبيبة من منظمة “نتان” الإنسانية إن حرمان الأطفال من المسكنات والعلاج غير مقبول إنسانيًا. لكن النائب عميت هليفي قاطعها مشككًا في نواياها، فيما ذهبت نائبة من حزب “عوتسما يهوديت” إلى مهاجمتها مباشرة، ووصفتها بأنها “الطبيبة الأكثر مرضاً” على حد قولها.
وعلّق النائب المعارض موشيه تور باز بأن سياسة التجويع لا تتوافق مع القيم اليهودية، إلا أن نوابًا من اليمين أصروا على أن هذه السياسة “مشروعة بل ومرغوبة”، وفق تعبيرهم.
في المقابل، حذّر خبراء من خطر المجاعة في غزة، حيث أشار خبير الإحصاء أرنون حوري-يفين إلى أن عشرات الآلاف في القطاع باتوا يعانون من انعدام الغذاء الكامل أو يحصلون على أقل من 300 سعرة حرارية يوميًا. لكن الرد من نواب اليمين كان حاداً، إذ أنكروا وجود الجوع في غزة، واعتبروا الحديث عن المجاعة “كذبة إعلامية”.
وفي ظل هذه التصريحات المتناقضة، يزداد القلق الدولي من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو باتباع سياسات عقابية جماعية تخالف القوانين الدولية.