يديعوت : حماس لم تهزم والجيش يقر بصعوبة هذا الأمر

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن حركة حماس ما زالت تحتفظ بقدرات عسكرية معتبرة في قطاع غزة، على الرغم من مرور أكثر من عام على بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة.
ووفقًا لمصادر عسكرية داخل الجيش الإسرائيلي، فإن العملية الجارية والمعروفة باسم “عربات جدعون” لم تكن مدرجة ضمن موازنة عام 2025، ما أدى إلى نشوء خلافات حادة مع وزارة المالية بشأن تكاليف استمرار الحرب. وكان الجيش يخطط لفترة من التعافي خلال هذا العام، لكن التطورات الميدانية فرضت عليه مواصلة القتال واستدعاء قرابة 150 ألف جندي من قوات الاحتياط مجددًا.
وأشار تحقيق الصحيفة إلى أن القيادة السياسية أوعزت للجيش بالحد من الاعتماد على قوات الاحتياط لصالح القوات النظامية، مما انعكس على وتيرة العمليات التي أصبحت أبطأ وأكثر تحفظًا. وتشير المعطيات إلى مشاركة أربع أو خمس فرق قتالية رئيسية فقط في العمليات الحالية، وهو تحول ملحوظ عن نمط المناورات الواسعة التي ميزت المراحل الأولى من الحرب.
مناطق لا تزال خارج السيطرة
تتركز العمليات الإسرائيلية الآن في عدد من المناطق المحددة، مثل ما تبقى من رفح، والعطاطرة قرب زيكيم، وأحياء الشجاعية والتفاح والدرج والزيتون، إلى جانب أجزاء شرقية من خان يونس. ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن ثلاث مناطق رئيسية ما زالت خارج السيطرة الكاملة للجيش، وهي: وسط مدينة غزة وأحياؤها الغربية (منها الشاطئ، الرمال، الصبرة)، منطقة المواصي جنوب خانيونس، ووسط القطاع في النصيرات ودير البلح، حيث يُعتقد أن بعض الإسرائيليين المختطفين لا يزالون محتجزين.
وأفاد ضباط ميدانيون أن القوات تتقدم ببطء نحو مواقع حماس، وسط صعوبات في إخلاء السكان رغم التحذيرات المستمرة، بينما تعتمد العمليات بشكل أساسي على تدمير البنية التحتية بدلاً من الاشتباك المباشر، نتيجة اعتماد حماس على تكتيكات حرب العصابات.
انقسام داخل المؤسسة العسكرية
التحقيق أشار إلى انقسام في أوساط المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بين من يدعو إلى مواصلة القتال حتى “استنزاف” حماس، ومن يطالب بالسعي نحو صفقة تبادل لاستعادة الأسرى الإسرائيليين. كما لفتت الصحيفة إلى تغيّر أهداف العملية تدريجيًا من “هزيمة حماس” إلى الضغط عليها لإجبارها على إطلاق سراح المختطفين.
اعترافات بالفشل في تحقيق الأهداف
واعترف عدد من الضباط بأن الحديث عن السيطرة على 75% من قطاع غزة هو “شعار سياسي”، وأن حماس لا تزال تدير شؤونًا مدنية وتحتفظ بوجود فعّال في مناطق عديدة. كما حذّر بعضهم من أن القضاء على قدرات الحركة بالكامل قد يتطلب سنوات طويلة، وربما عقدًا كاملًا، في ظل ما وصفوه بـ”قواعدها العسكرية المحصّنة” التي بُنيت على مدى سنوات.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في لواء ناحال قوله: “تحديد وتدمير قدرات حماس سيحتاج إلى سنوات، وربما إلى عقد. لقد بنت الحركة منظومة واسعة من التحصينات والبنية التحتية في جميع أنحاء القطاع، وأي حديث عن تدميرها بالكامل الآن ليس سوى وهم”.
وخلصت الصحيفة إلى أن التقدير السائد داخل الجيش الإسرائيلي يشير إلى أنه حتى لو انتهت الحرب خلال الأشهر المقبلة، فإن حماس ستبقى قائمة، محتفظة بقوة ميدانية قوامها أكثر من 10 آلاف عنصر، إلى جانب قيادة مركزية أعادت التموضع في مدينة غزة، مستفيدة من الانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي من محور نتساريم.