عائلات الأسرى تحذر من “إهدار تاريخي” لفرصة استعادة أبنائهم وإنهاء الحرب على غزة
حذّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة من اقتراب الحكومة الإسرائيلية من “تفويت فرصة تاريخية” لاستعادتهم وإنهاء الحرب، في ظل تصاعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة وتزامنًا مع اختتام جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة.
وفي بيان صادر عن “مقر عائلات الأسرى”، أعربت العائلات عن قلقها من أن التطورات الحالية قد تقود إسرائيل نحو عزلة دولية وتورط أعمق في النزاع، بدلًا من استغلال الفرصة للانخراط في اتفاق إقليمي شامل ينهي القتال. وجاء في البيان:
“استيقظنا اليوم ونحن نشعر بالخوف والقلق الشديد، مع تواتر التقارير عن تكثيف الغارات الجوية واقتراب نهاية زيارة ترامب”.
وأضاف البيان: “كل المؤشرات تُظهر أن إسرائيل على وشك أن تُهدر فرصة القرن. عوضًا عن استعادة الأسرى ووقف الحرب، قد نجد أنفسنا غارقين في مستنقع غزة، ومعزولين عن العالم”.
وتابعت العائلات تحذيرها من أن تجاهل المبادرات المطروحة سيكون “فشلًا مدويًا يسجل في صفحات العار”، ووصفت اللحظة الحالية بأنها “ساعات مصيرية تحدد مستقبل أحبائنا والمجتمع الإسرائيلي والمنطقة بأكملها”.
ووجّهت العائلات نداءً مباشرًا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس ترامب قائلة: “نطالبكم بإحداث اختراق سياسي عاجل. الوقت ينفد، والعالم يراقب، والتاريخ لن ينسى”.
يأتي هذا النداء في وقت تتواصل فيه المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، وسط تصلب في الموقف الإسرائيلي وتفويض محدود أعطاه نتنياهو لوفده المفاوض، حيث يتمسك بمقترحات سبق أن رفضتها “حماس” لعدم احتوائها على ضمانات واضحة بوقف الحرب.
وفي غضون ذلك، أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد أكثر من 100 شخص في شمال قطاع غزة فجر اليوم، إثر سلسلة غارات عنيفة شنها الجيش الإسرائيلي، الذي يستعد لتوسيع عملياته البرية في القطاع ضمن ما تسميه إسرائيل “مرحلة الحسم ضد حماس”.
ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن تصعيد الغارات يهدف إلى إيصال رسالة لحركة حماس بأن إسرائيل جادة في نواياها العسكرية، محذرين من أن استمرار الرفض الفلسطيني للمقترحات الحالية قد يؤدي إلى تصعيد أكبر.
وأوضحت الصحف الإسرائيلية أن نحو 130 هدفًا تم قصفها في الساعات الماضية، بينها مواقع تُصنَّف كمناطق “تليين ميداني” تمهيدًا لعملية برية واسعة النطاق.
وأفادت التقارير بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، تفقد القوات المنتشرة على حدود غزة يوم أمس الخميس، وراجع معها الخطط العملياتية، في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن الجيش في حالة “جهوزية كاملة” بانتظار الضوء الأخضر السياسي لبدء التوغل البري.
