أخــبـــــار

صحيفة: ويتكوف يتوجّه إلى القاهرة خلال أيام للدفع قُدما بمفاوضات غزة

وسط مؤشرات "إيجابية"

كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، اليوم السبت 28 يونيو 2025، عن زيارة مرتقبة سيجريها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، في إطار المساعي الأميركية الرامية إلى تحريك مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنجاز صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية مصرية قولها إن الزيارة المرتقبة لويتكوف “حاسمة”، خاصة مع ما وصفته بـ”المؤشرات الإيجابية” التي تعزز احتمالات التوصل إلى تهدئة قريبة. وأشارت المصادر إلى أن تغيرًا ملحوظًا طرأ على لهجة الجانب الإسرائيلي، ما يوحي بوجود مرونة جديدة يمكن البناء عليها خلال هذه المرحلة الحساسة.

وفسّرت المصادر عدم إرسال إسرائيل وفدًا رسميًا إلى القاهرة حتى الآن بأنه “تكتيك لشراء الوقت أو محاولة لإظهار عدم التسرع”، لكنها أكدت أن وصول ويتكوف إلى المنطقة قد يدفع تل أبيب للمشاركة الفعلية، لا سيما أن بعض المسؤولين الإسرائيليين باشروا اتصالات غير رسمية مع وسطاء لإبداء ليونة في بعض الملفات الخلافية.

وأكدت القاهرة في اتصالاتها مع الأطراف الدولية خلال الأيام الماضية، بحسب الصحيفة، أنها لا ترى جدوى من استمرار المماطلة السياسية، مشددة على أن الحل العسكري لن يؤدي إلى تغيير المعادلة على الأرض، وأن “القضاء على حماس بالقوة لم يعد ممكنًا، ولا يمكن فرض تسوية من طرف واحد”.

وأوضحت المصادر أن الموقف المصري، المدعوم بدور قطري فاعل، يستند إلى تقدير واقعي بأن استمرار المقاومة الفلسطينية في الصمود يفرض على إسرائيل التوجه نحو التهدئة، لتفادي استنزاف طويل لا يحقق مكاسب استراتيجية ملموسة.

كما ترى القاهرة أن الحراك الأميركي الأخير، والذي نجح في احتواء التصعيد الإيراني – الإسرائيلي، أعاد وضع غزة على رأس أولويات الإدارة الأميركية، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية والداخلية التي تواجهها حكومة بنيامين نتنياهو، في ظل تزايد الحديث عن احتمال إجراء انتخابات مبكرة.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن حركة حماس أبدت استعدادًا مبدئيًا للقبول باتفاق تهدئة يمتد لمدة 60 يومًا، يتضمن إطلاق دفعة من الرهائن الإسرائيليين، مقابل الدخول في مفاوضات موسّعة برعاية وضمانة أميركية، تهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي يشمل انسحابًا كاملاً لإسرائيل من قطاع غزة ضمن جدول زمني واضح.

وأكدت المصادر أن القاهرة تجري تنسيقًا يوميًا مع واشنطن والدوحة لإنجاح المبادرة، لكنها ترى أن استجابة إسرائيل المتأخرة تعود إما إلى الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، أو رغبتها في استخدام العمليات الميدانية للضغط على حماس قبل أي اتفاق.

وبينما تواصل مصر مساعيها الحثيثة للتوصل إلى تسوية، تظل الخلافات قائمة بشأن “اليوم التالي” لوقف إطلاق النار، لا سيما فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية والسياسية داخل القطاع. إذ تصرّ إسرائيل على نزع سلاح حماس وخروج قياداتها، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع، في حين تطرح مصر صيغة وسطية تتضمن تشكيل إدارة انتقالية بإشراف عربي ودولي تمهد لعودة مؤسسات السلطة الفلسطينية، وتؤجل ملف السلاح إلى مراحل لاحقة ضمن رؤية سياسية متكاملة.

وتختم المصادر حديثها بالتأكيد على أن “الكرة الآن في الملعب الأميركي”، معتبرة أن ممارسة واشنطن لضغط حقيقي على إسرائيل بات أمرًا ضروريًا لتجنب تصعيد جديد قد يهدد استقرار المنطقة بأسرها.

زر الذهاب إلى الأعلى