
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025، عن معطيات جديدة حول كمين بيت حانون الأخير، الذي أسفر عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين، مؤكدة أن التهديدات الميدانية التي تواجهها القوات في قطاع غزة تتصاعد بشكل كبير، خاصة بفعل العبوات الناسفة والمباني المفخخة.
العبوات الناسفة.. التهديد الأخطر للقوات البرية
ووفق ما نقلته الإذاعة عن مصادر عسكرية رفيعة، فإن العبوات الناسفة باتت تمثل الخطر الأكبر على القوات البرية العاملة في غزة، حيث تسببت في مقتل أكثر من 70% من الجنود الذين سقطوا في العمليات منذ استئناف الهجمات البرية في مارس الماضي.
وأوضحت أن هذه العبوات تُزرع بكثافة في الطرقات، وداخل الأبنية التي تُفخخ مسبقًا، مشيرة إلى أن 27 جنديًا من أصل 38 لقوا مصرعهم خلال الأشهر الأخيرة بسبب انفجار عبوات في كمائن محكمة.
تكتيكات حماس تتغير
ورصد الجيش الإسرائيلي تغيرًا نوعيًا في أساليب القتال لدى حركة حماس، لافتًا إلى أن عناصر الحركة باتوا يخرجون مباشرة من الأنفاق أو أنقاض المباني المدمرة لتنفيذ عمليات مباغتة، دون الانسحاب بعد التنفيذ، بل يواصلون الاشتباك حتى مع قوات الإجلاء والإسعاف.
ووصفت الإذاعة هذا التغيير بأنه “تحوّل إلى استراتيجية استنزاف نفسي وميداني”، تهدف إلى إحداث تأثير معنوي على الجنود الإسرائيليين، إلى جانب توثيق العمليات بكاميرات متعددة بغرض التأثير الإعلامي والدعائي.
بيت حانون.. عقدة قتالية مستمرة
فيما يتعلق بـبلدة بيت حانون، الواقعة شمال قطاع غزة قرب حدود مدينة سديروت، قالت إذاعة الجيش إن البلدة تحولت إلى ساحة اشتباك دائم، حيث شهدت عشرات العمليات العسكرية في العامين الماضيين، ورغم السيطرة المؤقتة المتكررة عليها من قبل الجيش الإسرائيلي، تعاود مجموعات المقاومة الانتشار فيها سريعًا بعد كل انسحاب.
وتعتمد حماس على شبكة أنفاق واسعة تحت البلدة، ما يمنحها القدرة على المناورة والتخفي وإعادة الانتشار، ويجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي فرض سيطرة دائمة عليها.
وأكدت الإذاعة أن بيت حانون أصبحت تمثل واحدة من أكثر الجبهات تعقيدًا وخطورة في شمال غزة، في ظل تصميم المقاتلين على العودة والاشتباك المباشر دون تراجع.