أثارت الإعلانات المتتابعة للجيش الإسرائيلي بشأن قتل وأسر عناصر من «كتائب القسام» في أنفاق رفح جنوب قطاع غزة، تساؤلات واسعة حول هوية هؤلاء المقاتلين، والمدة التي قضوها متخفّين في شبكة الأنفاق الممتدة تحت مدينة خضعت للاحتلال منذ مايو (أيار) 2024.
وبحسب مصادر ميدانية في غزة، فإن مفاوضات غير معلنة كانت جارية منذ أكثر من شهر لإخراج هؤلاء المقاتلين بشكل آمن وبدون سلاح، في إطار تفاهمات شفهية شاركت فيها الولايات المتحدة وتركيا، وساهمت في تسريع تسليم جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن في 9 نوفمبر الماضي. غير أن إسرائيل –وفق المصادر– تراجعت لاحقاً عن تلك التفاهمات وبدأت بملاحقة العناصر واحداً تلو الآخر.
أشهر تحت الأرض… وعمليات فوق الأرض
تقول مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي رفح قضوا معظم العامين الماضيين داخل الأنفاق، رغم الانتشار الإسرائيلي المكثّف فوق الأرض. وتشير إلى أنهم كانوا يخرجون خلال فترات الهدنة، ثم يعودون للأنفاق عند تجدد القتال، مع الحفاظ على تواصل مباشر مع قياداتهم حتى أغسطس الماضي.
وتؤكد المصادر أن هؤلاء المقاتلين نفذوا سلسلة عمليات مؤثرة بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على رفح، أبرزها سلسلة عمليات «أبواب الجحيم» التي أدت إلى مقتل جنود إسرائيليين وتفجير مركبات وكمائن، ومحاولة أسر جندي في مايو 2024.
إمدادات قليلة… وتدبير ذاتي
وتوضح المصادر أن الأنفاق كانت مجهّزة بكميات محدودة من الطعام والمياه. لكن مع استمرار الحصار، اعتمد المقاتلون –وفق تقديرات ميدانية– على ما تركه الجنود الإسرائيليون في المنازل التي تمركزوا داخلها، أو على ما وجدوه في منازل المواطنين.
قيادات بارزة بين القتلى
وتبيّن أن من بين القادة الذين قُتلوا خلال الأسابيع الماضية:
- محمد البواب – قائد الكتيبة الشرقية في رفح
- إسماعيل أبو لبدة – نائبه وصهره، وشارك في التواصل مع «الصليب الأحمر» خلال تسليم منغستو
- توفيق سالم – قائد سرية النخبة في الكتيبة
- عبد الله حمد – نجل القيادي السياسي غازي حمد
وتقول المصادر إن بعض هؤلاء القادة شاركوا سابقاً في عملية أسر الضابط هدار غولدن خلال حرب 2014.
عمليات اقتحام وملاحقة
ومع تضييق الخناق على آخر جيوب الأنفاق في حي الجنينة شرق رفح، كثفت إسرائيل عملياتها، ما أدى إلى قتل وأسر عدد من المقاتلين بعد خروجهم من الأنفاق أو خلال تحركاتهم في الكمائن.
