أخــبـــــار

تفاصيل اجتماع “حاد” بالحكومة الإسرائيلية لبحث صفقة غزة

كشفت القناة 14 العبرية تفاصيل جديدة من كواليس اجتماع الحكومة الإسرائيلية الذي انعقد ليل السبت برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وخصص لبحث رد حركة حماس على المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط أجواء مشحونة وصدامات داخل قاعة الاجتماع.

ووفق التقرير، شهد الاجتماع الذي استمر خمس ساعات توتراً حاداً، وصل إلى حد تبادل الصراخ بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس أركان الجيش إيال زامير، ما دفع نتنياهو إلى طرق الطاولة مطالباً بتحويل النقاش من سجال شخصي إلى حوار عقلاني وموضوعي.

صوّت الوزراء خلال الاجتماع بالموافقة على إنشاء “مناطق إنسانية” داخل القطاع، تهدف إلى فصل السكان المدنيين عن “حماس”، فيما رفض الوزيران اليمينيان إيتمار بن غفير وسموتريتش إرسال مساعدات إلى شمال غزة قبل تنفيذ هذا الفصل، معتبرين أن “المساعدات ستقع في يد حماس” وتُوظّف لأغراضها.

وفي ختام الاجتماع، أعلن مكتب رئيس الحكومة أن “التعديلات” التي تسعى حماس لإدخالها على المقترح القطري للهدنة “غير مقبولة”، مؤكداً مع ذلك إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة خلال الساعات المقبلة لمواصلة المحادثات غير المباشرة مع الحركة.

وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو صباح الأحد: “تم نقل التعديلات التي تطالب بها حماس إلى إسرائيل الليلة الماضية، وهي غير مقبولة”، دون أن يحدد طبيعة هذه التعديلات.

في الوقت الذي يُغادر فيه الوفد التفاوضي الإسرائيلي إلى الدوحة الأحد، يستعد رئيس الوزراء نتنياهو للتوجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض غداً الإثنين، في لقاء حاسم من المتوقع أن يتناول جهود التهدئة وملف غزة.

المقترح الذي يتوسط فيه كل من قطر ومصر والولايات المتحدة، يقضي بوقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، يتضمن إطلاق سراح نحو 50 رهينة إسرائيلية بين أحياء وجثامين، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب انسحابات إسرائيلية تدريجية من مناطق داخل قطاع غزة.

وخلال فترة التهدئة، يُفترض أن تبدأ مفاوضات مباشرة للوصول إلى اتفاق دائم لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهراً، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وشردت معظم سكان القطاع.

من جهتها، كانت حركة حماس قد أعلنت الجمعة أنها سلمت رداً “إيجابياً” إلى الوسطاء، يتضمن موافقتها المبدئية على المقترح، مع طلب “إيضاحات إضافية” حول ثلاث نقاط رئيسية: ضمان استمرار التهدئة بعد الستين يوماً، الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح أن إسرائيل وافقت بالفعل “قبل أيام” على الشروط الضرورية لإبرام وقف إطلاق النار، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق بات ممكناً خلال الأيام القليلة المقبلة.

وبين تصعيد سياسي داخلي في تل أبيب، ومفاوضات غير مباشرة على طاولة الدوحة، تترقب المنطقة ما إذا كانت هذه الجولة من الاتصالات ستنجح في إنهاء أكثر الحروب دموية في تاريخ غزة الحديث.

زر الذهاب إلى الأعلى