رفح الخضراء وغزة الجديدة : ماذا ينتظر سكان القطاع؟

برزت تسميات جديدة مثل «رفح الخضراء» و«غزة جديدة» في النقاشات المتعلقة بمستقبل قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، بالتزامن مع التعثر المستمر في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، الذي يجري برعاية أميركية وبدعم عربي ودولي.

ووفق تقارير إعلامية عبرية، فقد وافقت الحكومة الإسرائيلية على بدء أعمال ميدانية شرق رفح لإقامة مدينة جديدة تحمل اسم «رفح الخضراء»، وذلك بعد ضغوط أميركية، رغم محاولات إسرائيلية سابقة لتأجيل الخطوة باعتبارها جزءاً من المرحلة التالية في الاتفاق. وتشمل الأعمال الأولية إدخال معدات هندسية ثقيلة لإزالة الركام وتهيئة الأرض.

خلافات داخلية وضغوط أميركية

التقارير تشير إلى أن واشنطن اتهمت تل أبيب بالمماطلة وتحميلها مسؤولية تراجع عدد من الدول عن المشاركة في القوة الدولية متعددة الجنسيات، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى تغيير موقفها والموافقة على البدء في تجهيز المنطقة.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش يستعد لإدخال آليات ثقيلة إلى رفح لبدء عملية واسعة لإخلاء الركام تمهيداً لإقامة منطقة إنسانية جديدة «خالصة من عناصر حماس»، وفق الوصف الإسرائيلي. ويتضمن المخطط الأميركي لاحقاً نشر قوة عسكرية أجنبية في المناطق التي لا تزال إسرائيل تسيطر عليها جزئياً.

اعتراضات داخل الكابينت ومعارضة فلسطينية

القرار الإسرائيلي أثار اعتراضات واسعة داخل الكابينت، حيث قال وزراء إن قيام إسرائيل ببناء مدينة جديدة في المنطقة الحدودية «يعرض مستوطنات غلاف غزة للخطر». وفي المقابل، دافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن القرار قائلاً إن الأعمال الجارية تهدف إلى «تدمير بنى حماس العسكرية».

على الجانب الفلسطيني، رفضت السلطة الفلسطينية هذه التحركات، مؤكدة تمسكها بخطة الإعمار العربية – الإسلامية، فيما وصفت «حماس» المشروع بأنه «خدعة سياسية لتبرير خرق الاتفاق»، مؤكدة أن إسرائيل «قضت على المرحلة الأولى بخروقات يومية».

الخروقات منذ بدء الهدنة

وفي السياق، أعلن «مركز غزة لحقوق الإنسان» أن 350 فلسطينياً استُشهدوا خلال 47 يوماً من الانتهاكات الإسرائيلية التي تلت بدء اتفاق وقف إطلاق النار، من بينهم 130 طفلاً و54 امرأة، مشيراً إلى تسجيل أكثر من 535 خرقاً للاتفاق، بمعدل يزيد على 11 خرقاً يومياً. كما أكد المركز أن الاحتلال حدّ من دخول المساعدات الإنسانية إلى 211 شاحنة يومياً فقط، خلافاً للأرقام المعلنة.