آخر الأخبار

منظمات أممية تُحذّر: غزة على أعتاب مجاعة كارثية

حذّرت ثلاث وكالات أممية، اليوم الثلاثاء، 13 مايو 2025، من أن قطاع غزة يواجه مجاعة وشيكة تهدد حياة الملايين، داعية إلى فتح المعابر فوراً والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون تأخير.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن سكان غزة باتوا محاصرين وسط أزمة غذائية غير مسبوقة، مع انهيار شبه كامل للقطاع الزراعي، وارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية والوفيات، نتيجة الحصار المستمر ومنع الوصول إلى الغذاء والمياه والخدمات الصحية الأساسية.

وكشف التقرير الأممي الصادر مساء أمس عن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، أن 100% من سكان القطاع – أي نحو 2.1 مليون نسمة – يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي. ووفق التصنيف، يعيش 244 ألف شخص (12%) في المرحلة الخامسة من الأزمة، والتي تعني “مجاعة كارثية”، بينما يواجه 925 ألفًا (44%) حالة طوارئ غذائية (المرحلة الرابعة)، ويصنف الباقي في المرحلة الثالثة، ما يعكس أزمة غذائية شاملة.

وأشار التقرير إلى أن نحو 470 ألف شخص في غزة يعانون من الجوع الحاد بالفعل، في حين يحتاج أكثر من 71 ألف طفل و17 ألف امرأة إلى تدخل فوري لعلاج سوء التغذية الحاد، وسط توقعات باستمرار التدهور حتى نهاية سبتمبر 2025.

وفي السياق الزراعي، أكدت “الفاو” أن 75% من الأراضي المزروعة قبل الحرب، والتي كانت تشكل 42% من أراضي القطاع (نحو 15 ألف هكتار)، تعرضت للدمار أو التضرر، إضافة إلى تعطل ثلثي الآبار الزراعية، وعددها أكثر من 1,500 بئر. كما أن 20 إلى 30% من الثروة الحيوانية معرضة لخطر النفوق بسبب نقص الأعلاف والرعاية البيطرية، رغم جهود المنظمة في توزيع كميات محدودة من الإمدادات.

من جانبها، شددت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، على أن “عائلات بأكملها تموت جوعاً بينما تُمنع المساعدات من الدخول”، محذّرة من أن “المجاعة لا تقع فجأة، بل تنتج عن قرارات تُجبر الناس على الجوع”.

كما أكدت مديرة “اليونيسف”، كاثرين راسل، أن سوء التغذية بات مشهداً يومياً في غزة، ووصفت الوضع بأنه “كارثة إنسانية تتكشف أمام أعين العالم”.

وذكر التقرير أن أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية تقف على المعابر، وهي كافية لإطعام مليون شخص لأربعة أشهر، لكنها لم تدخل بسبب استمرار الحصار. كما أفاد بأن جميع المخابز الـ25 المدعومة من وكالات الإغاثة توقفت عن العمل منذ نهاية أبريل، بسبب نفاد الدقيق ووقود الطهي.

وختمت الوكالات الأممية دعوتها بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، والسماح الفوري بإدخال المساعدات، محذّرة من أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه سيقود إلى معدلات وفيات تتجاوز حدود المجاعة خلال الأشهر القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى