تحذيرات من خطة أمريكية إسرائيلية بشأن توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة

رفض مسؤولون في وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة خطة تقودها الولايات المتحدة وتدعمها إسرائيل لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، معتبرين أنها تنتهك المبادئ الأساسية للعمل الإنساني وتعتمد على آليات غير شفافة، من بينها شركات خاصة ومتعاقدون أمنيون أميركيون، لتوزيع كميات من المساعدات لا تفي بالحاجة الفعلية لسكان القطاع المحاصر.
وقال ينس ليرك، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن المكتب “لن يشارك في تنفيذ هذه الخطة”، مضيفًا في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC): “لا يوجد أي مبرر لإنشاء نظام يتعارض مع المبادئ الأساسية لأي منظمة إنسانية”.
أقرأ أيضاً : صحيفة: دفع أميركي حثيث نحو هدنة مؤقّتة في غزة
وكانت إسرائيل قد منعت دخول المساعدات إلى غزة منذ مطلع مارس/آذار الماضي، مما فاقم أزمة الجوع في ظل استمرار العملية العسكرية. ورغم توفر الإمدادات في مناطق قريبة، فإن الأمم المتحدة دانت هذا الحصار بشدة.
وبحسب ما كشفه السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، فإن الخطة الأميركية تنص على إنشاء مؤسسة خاصة تُدعى “مؤسسة غزة الإنسانية”، تتولى توزيع المساعدات من نقاط محددة، مع توظيف متعاقدين أمنيين أميركيين لتأمين العملية إلى جانب موظفي إغاثة، بهدف منع حركة “حماس” من الوصول إلى هذه المساعدات، بحسب شبكة CNN.
وتقضي الخطة بإدخال 60 شاحنة يومياً فقط، وهو عدد أقل بكثير مما كان يُسمح به خلال فترة الهدنة السابقة التي استمرت شهرين وانتهت في مارس/آذار. ووفق وثائق صادرة عن المؤسسة الجديدة، فإن المرحلة الأولى تشمل إنشاء أربعة مراكز توزيع، تستهدف إيصال الغذاء إلى نحو 1.2 مليون شخص، في حين أن منظومة الأمم المتحدة كانت تعتمد على 400 نقطة توزيع قبل الحصار.
وبينما أكد هاكابي أن إسرائيل لن تتولى عملية التوزيع المباشر، إلا أن قواتها ستقوم بتأمين محيط المراكز. وكشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الحكومة والجيش الإسرائيليين كانا طرفاً في صياغة الخطة، رغم أن التنفيذ أُوكل لمؤسسة خاصة.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الخطة تهدف إلى فرض سيطرة إسرائيلية غير مباشرة على المساعدات داخل غزة، مشيرة إلى أن جميع مراكز التوزيع ستُقام في جنوب القطاع. وقد أثار هذا التصميم مخاوف منظمات إغاثية دولية حذّرت من أن تركيز المساعدات في عدد محدود من المواقع قد يؤدي إلى نزوح قسري جديد وتمييز في التوزيع.
بدوره، حذر جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من أن الخطة ستؤدي إلى مزيد من المعاناة للأطفال في غزة، واصفاً إنشاء مراكز التوزيع في الجنوب بأنه “محاولة لتسليح المساعدات” واستخدامها كأداة ضغط. ونقلت وكالة أنباء الأمم المتحدة عنه قوله إن الخطة “تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية” وتسعى إلى فرض السيطرة على الموارد الحيوية لسكان القطاع.