خبير إسرائيلي : خطة ترمب لإدارة غزة “لن تصمد أمام الواقع” لهذا السبب

قال المقدم في قوات الاحتياط والمستشرق الإسرائيلي موشيه إيلاد إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة “محكوم عليها بالفشل”، مؤكداً أنه “لا أمل في تنفيذها لأن حركة حماس لن تتخلى عن سلاحها أو تتنازل عن السيطرة على القطاع”.
وفي مقابلة مع صحيفة “معاريف” العبرية، أوضح إيلاد أن المشهد الحالي في غزة يذكّره بتعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ليفي إشكول حين وصف قراراته غير المنفذة بأنها “نصف شاي ونصف قهوة”، قائلاً: “هذا الوصف ينطبق تماماً على الوضع الراهن”.
وأضاف أن الولايات المتحدة أنشأت مقراً ضخماً في كريات غات لمتابعة تنفيذ الخطة، مشيراً إلى أن “الزيارات الرسمية إليه تبدو مبهرجة، لكن السؤال الحقيقي هو: ما الذي يُنفّذ فعلاً؟”.
وأشار إلى أن هذا المقر يذكّره بـ“الميناء الأميركي العائم” الذي أقيم قبالة شاطئ غزة عام 2024 لتجاوز الحصار الإسرائيلي، لكنه انهار بعد أول عاصفة بحرية وخسر الأميركيون 230 مليون دولار، في خطوة وصفها بأنها “رمز للفشل أمام الواقع”، متسائلاً: “هل يكرر ترامب المشهد ذاته؟”.
وأوضح إيلاد أن خطة ترامب المعروفة بـ“خطة العشرين نقطة”، رغم ما وصفها بـ“الشجاعة”، تعاني تناقضات جوهرية، إذ تفترض انسحاب حماس طوعاً وتسليم سلاحها في مشهد احتفالي لإنزال علمها، على أن تتولى دول عربية وإسلامية مثل مصر وتركيا وقطر والأردن والإمارات إدارة القطاع وتنميته.
لكنه اعتبر أن هذه الرؤية “خيالية”، قائلاً إن “الإنجيليين الداعمين لترامب في الولايات المتحدة كانوا فخورين بها، لكنها لن تتحقق كما تخيّلها ترامب وفريقه”.
وبيّن أن حماس تعتبر إعادة الأسرى الإسرائيليين “بادرة حسن نية تجاه ترامب”، وأن تنفيذها التدريجي لتلك الخطوة “يعزز موقعها أمام الوسطاء وقد يفتح لها الباب للمشاركة في أي حكومة فلسطينية مقبلة”.
وأشار إلى أن كل طرف في الشرق الأوسط يفهم الخطة الأميركية بطريقة مختلفة، موضحاً أن المرحلة الأولى من الاتفاق شهدت إعادة 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء، لكن العملية “كانت بطيئة ومتعثرة عمداً”.
وقال إن حماس، بدعم من تركيا وقطر، “تتذرع بأنها لا تخرق الاتفاق وتبذل جهدها”، فيما تصاعد الغضب الأميركي حتى تجاوز حدود الحركة نفسها.
وأضاف أن حماس “تراهن على دعم رعاتها في أنقرة والدوحة، ولا تخضع للإملاءات الأميركية أو الإسرائيلية، وتسعى لكسب الوقت لإعادة بناء قوتها والسيطرة مجدداً على غزة، بينما تعيد الأسرى القتلى ببطء شديد”.
وأكد إيلاد أن حماس “ترفض كلياً تنفيذ البند المتعلق بتسليم السيطرة على القطاع ونزع سلاح مقاتليها، وهو أمر لا يظهر إطلاقاً في أجندتها”.
وانتقد الخبير الإسرائيلي ما وصفه بـ“عجز الولايات المتحدة عن ردع حماس”، قائلاً إن “واشنطن تردع إسرائيل والدول العربية لكنها لا تردع الحركة، وتهديدات ترامب بفتح أبواب جهنم لم تعد تُخيف أحداً”.
وختم إيلاد تصريحه قائلاً: “الشيء الوحيد الذي قد يرعب حماس هو طرد قادتها من قطر وتركيا، أما بناء المقرات أو إطلاق التهديدات فلن يغير الواقع. ما يحدث في غزة لن يُحسم بالكلام أو بالشعارات، بل بالقوة فقط، ويجب أن يحدث ذلك الآن”.








