صحيفة تكشف تفاصيل خريطة مسربة لتقسيم قطاع غزة إلى 3 مناطق
كشفت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، الأحد 18 مايو 2025، عن خريطة مسرّبة حصلت عليها، تُظهر مقترحاً إسرائيلياً لإعادة تنظيم قطاع غزة في حال فشل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة “حماس” خلال الأيام المقبلة.
ووفقًا للخريطة التي سُرّبت عبر دبلوماسيين مطلعين، تنوي إسرائيل إجبار المدنيين في غزة على الانتقال إلى ثلاث مناطق معزولة وخاضعة لسيطرة صارمة، تحيط بها أربع مناطق عسكرية مغلقة مخصصة فقط للجيش الإسرائيلي، بما يشكل ما وصفته الوثيقة بـ”المرحلة الثالثة: السيطرة الكاملة على غزة”.
وبحسب المقترح، سيُمنع السكان من التنقل بين المناطق دون تصاريح خاصة، في حين ستخضع جميع البضائع والمساعدات الإنسانية لتدقيق أمني مشدد باستخدام رموز رقمية (باركود).
ممر عسكري جديد يفصل الجنوب عن الوسط
تشير الخطة إلى نية بناء ممر عسكري جديد يربط جنوب غزة بوسطها، سيكون أضيق من ممر نتساريم الحالي الذي يقسم القطاع عرضيًا بعرض نحو 4 كيلومترات. وذكرت المصادر أن جرافات الجيش الإسرائيلي ستبدأ في تسوية الممر خلال الأسابيع المقبلة لتجهيزه بالبنية التحتية اللازمة.
كما تظهر الخريطة توسعة المنطقة العسكرية في شمال القطاع، خاصة فوق بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، لإقامة طرق ومواقع تمركز عسكرية. ويحيط بكل قطاع غزة شريط أبيض عريض يمثل “منطقة عازلة موسعة” على الحدود مع إسرائيل.
مواقع لتوزيع المساعدات تحت رقابة إسرائيلية
الخطة المسرّبة تتضمن أيضًا إنشاء ما يصل إلى 12 موقعًا داخل المناطق المدنية لتوزيع المساعدات الإنسانية، وهي جزء من خطة أوسع انتُقدت دوليًا، وتقوم على إشراف الجيش الإسرائيلي على إيصال المساعدات بواسطة شركات خاصة، بدلاً من الهيئات الإنسانية المستقلة.
رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على تفاصيل الخطة، مؤكدًا أنه “لا يمكن تأكيد أو نفي ما ورد”.
خطة ميدانية وسط التصعيد
يأتي الكشف عن هذه الخريطة بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع منذ استئناف القتال في 18 مارس الماضي، عقب هدنة مؤقتة استمرت قرابة شهرين. وسبق أن أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو في مطلع مايو الجاري، خطة تهدف إلى فرض سيطرة كاملة على غزة ونقل معظم السكان داخليًا كوسيلة ضغط على “حماس” للإفراج عن المحتجزين.
وخلال الأيام الأخيرة، أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيًا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة “حماس” في القطاع.
