إعلام عبري: هذا هو هدف حرب إسرائيل على قطاع غزة

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية لا تنوي وقف الحرب على قطاع غزة، رغم الحديث عن مقترح أميركي لوقف إطلاق نار مؤقت وتبادل جزئي للأسرى. وذكرت التقارير أن تل أبيب تستعد لتصعيد واسع في الضفة الغربية، بالتزامن مع خطط لبناء 20 مستوطنة جديدة، في وقت تواصل فيه التهديد بمهاجمة إيران حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي مع واشنطن.
ووفق مصادر إسرائيلية مطلعة، لا تعارض إسرائيل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً يتضمن إطلاق سراح أسرى إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، لكن جيشها لن ينسحب من غزة بل سيواصل الحصار من الداخل والخارج، مع بقاء قواته في مواقعها الحالية، بما فيها محور صلاح الدين المتاخم لمعبر رفح.
وأشارت التقارير إلى أن المساعدات الإنسانية ستُستأنف عبر الأمم المتحدة فور توقيع اتفاق التهدئة، لكن دون استجابة إسرائيل للمطالب الجوهرية لحركة حماس، وعلى رأسها وقف الحرب وانسحاب الجيش.
من جهته، اعترض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على المقترح الأميركي، معتبراً أن الضغط العسكري أفقد حماس سيطرتها، ويجب استغلال ذلك لفرض “صفقة استسلام” تشمل الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، لا منح الحركة فرصة لاستعادة أنفاسها عبر اتفاق جزئي.
وفي الوقت ذاته، صادق المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة، بعضها في عمق الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك إعادة بناء مستوطنة “سانور” وشرعنة بؤر استيطانية كـ”حوميش”، ما يُعد مؤشراً واضحاً على نية توسيع السيطرة الإسرائيلية وفرض واقع استيطاني دائم.
وبالتوازي، شنت إسرائيل في كانون الثاني/يناير الماضي أوسع حملة عسكرية في شمال الضفة منذ عقدين، أسفرت عن استشهاد المئات وتهجير أكثر من 40 ألفاً، وتدمير البنية الاقتصادية في جنين وطولكرم ونور شمس. ووسط تصاعد التوتر الأمني في مختلف أنحاء الضفة، تتحدث تقارير إسرائيلية عن خطط ترانسفير مستقبلي، قد يتضمن حرب إبادة جديدة.
وترى أوساط سياسية أن هذه السياسات تعكس رفضاً قاطعاً لفكرة إقامة دولة فلسطينية، حيث تسعى إسرائيل إلى إبقاء الصراع مفتوحاً وإدارة توتر دائم في المنطقة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.
وفيما يخص إيران، أرسلت إسرائيل وفداً أمنياً رفيعاً إلى واشنطن هذا الأسبوع لإقناع الإدارة الأميركية بعدم التوقيع على اتفاق نووي مرحلي مع طهران. وأكدت أنها لن تلتزم بأي اتفاق لا يشمل تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، ملوّحة بخيار الهجوم حتى دون دعم أميركي، رغم أن مسؤولين إسرائيليين شككوا في احتمال تخلي واشنطن عن تل أبيب في حال نشوب مواجهة عسكرية.
ويرى مراقبون أن التهديدات الإسرائيلية المتكررة، سواء تجاه غزة أو الضفة أو إيران، تهدف إلى الإبقاء على حالة التوتر الإقليمي، والتي باتت تُستخدم كأداة سياسية وأمنية تخدم أجندة حكومة نتنياهو، سواء داخلياً أو خارجياً.