
عادت “تكايا” الطعام في قطاع غزة إلى طبخ الوجبات دون لحوم وخضراوات، بعد نفادها من الأسواق، وارتفاع أسعار ما تبقى منها بشكل كبير، بعد مرور خمسة أيام على قرار الاحتلال إغلاق جميع المعابر مع قطاع غزة، ووقف إدخال البضائع والسلع المختلفة.
فبعد نحو شهرين من طبخها للوجبات التي تحتوي على اللحوم والدجاج والخضراوات عادت “التكايا” للاعتماد على طبخ الأرز والمعلبات والمواد الغذائية الجافة، ما أدى إلى استياء في صفوف المواطنين، الذين اضطروا إلى تناولها طوال فترة العدوان، خاصة الذين بقوا في محافظتي غزة والشمال.
واشتكى عدد من القائمين على “التكايا” من نفاد اللحوم والدجاج وارتفاع أسعار ما توفر منها بشكل كبير، يحد من قدرتهم على شرائها وتقديمها للمواطنين.
وأوضح محمود الحسني القائم على إحدى “التكايا” أن وجبة الأرز بالدجاج أو اللحم لفرد واحد تكلف عشرة دولارات تقريباً مقارنة بخمسة قبل إغلاق المعابر، مبيناً أن المانحين يرفضون التعامل مع هذه المبالغ ويفضلون طبخ الوجبات منخفضة الثمن كالأرز دون اللحوم، والعدس والمعكرونة والبازيلاء.
وأضاف إنه حتى الخضراوات لم تعد متاحة لطهيها كالبطاطا والباذنجان والكوسا وغيرها.
وأقر الحسني بوجود حالة تذمر واسعة في صفوف المواطنين الذين يتوافدون على مقر “التكية” للحصول على الحصص الغذائية، بعد أن اعتادوا خلال الأسابيع الستة التي سبقت الإغلاق، على الحصول على وجبات غنية بالخضراوات واللحوم.
أما عامر أبو سلمي وهو طاهٍ في “تكية” بحي الرمال في مدينة غزة، فأكد العودة إلى طبخ البقوليات الجافة والمعكرونة بعد نفاد الدجاج واللحوم الأخرى والخضراوات.
وأشار أبو سلمي إلى انه كان يطمح للاستمرار في رفد المواطنين وتزويدهم بالوجبات ذات القيمة العالية، كالوجبات المدعمة باللحوم والخضراوات، إلا الاحتلال كان له رأي آخر بإغلاقه المعابر.
وبيّن أن الأيام القادمة ستكون صعبة على “التكايا” بسبب تصاعد موجة الغلاء، التي ستطال أيضاً البقوليات والمعلبات بعد انخفاض أسعارها بشكل كبير مع دخول الخضراوات واللحوم.
ولفت إلى أن جميع “التكايا” تقريباً وبعد دخول اللحوم والخضراوات بعد سريان التهدئة في التاسع عشر من شهر كانون الثاني الماضي عزفت عن طهي البقوليات والمعلبات لصالح وجبات الأرز المدعمة باللحوم والخضراوات وغيرها.
وأكد أبو سلمي أن المواطن مل وسئم، ولم يعد يرغب في تناول الأطعمة غير المدعمة باللحوم بعد تناولها لأكثر من خمسة عشر شهراً.
ولوحظ اختفاء اللحوم من وجبات الطعام المغلفة، التي اعتادت المؤسسات المختلفة على توزيعها بكثرة على المواطنين والنازحين في المخيمات الجديدة والخيام المتناثرة.
واقتصرت الوجبات، خلال اليومين الأخيرين، على الأرز فقط دون أي إضافات من الخضراوات واللحوم، ما ينذر بحالات من سوء التغذية القادمة في صفوف الأطفال وكبار السن وغيرهم من الشرائح المجتمعية الضعيفة، كما قال الطبيب غسان الحادي الذي حذر من تداعيات استمرار الحصار وإغلاق المعابر.
وأوضح الحادي أن المواطنين خاصة الذين بقوا في شمال قطاع غزة، لم يتعافوا بعد من آثار سوء التغذية، التي نتجت عن المجاعة المميتة التي ضربتهم منذ الشهر الأول للحرب.
وبيّن أنه دون تناول هؤلاء كميات كافية من البروتينات والخضراوات لفترة طويلة، فلن يصلوا إلى مرحلة التعافي من سوء التغذية والأمراض المصاحبة لها.
وأكد الحادي أن الدوائر الطبية والمؤسساتية الصحية لا تزال ترصد وجود حالات سوء تغذية، متوقعاً أن تتعمق أزمة سوء التغذية خلال الفترة القريبة القادمة، إذا استمر إغلاق المعابر، وتم منع إدخال المواد الغذائية الضرورية والأساسية.
المصدر: صحيفة الأيام