آخر الأخبار

بحبح : تغييب منظمة التحرير عن غزة يهدد هذا الأمر

مع تصاعد التوتر الإقليمي واتساع المخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع، تتجه الأنظار إلى النقاشات الدائرة حول ترتيبات “اليوم التالي لغزة”، في ظل تأكيدات إسرائيلية بمواصلة العمليات العسكرية على مختلف الجبهات، وإرسال تعزيزات جديدة إلى غزة وجنوب لبنان.

وفي خضم هذه التطورات، جاء تأجيل اللقاء الذي كان مرتقبًا في إسطنبول بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والقيادي في حركة حماس خليل الحية، ليطرح تساؤلات حول تأثيره على المسار السياسي.

الدكتور بشارة بحبح، رئيس جمعية العرب الأميركيين من أجل السلام والوسيط غير الرسمي بين واشنطن والفصائل الفلسطينية، قدّم قراءة شاملة للمشهد في حديث خاص لغرفة الأخبار في “سكاي نيوز عربية”.

“اليوم التالي لغزة”.. محور لقاء إسطنبول المؤجّل

بحسب بحبح، كان اللقاء مخصصًا لبحث الترتيبات التي تلي قرار مجلس الأمن بشأن غزة، وعلى رأسها مستقبل القطاع، مع تركيز أميركي واضح على ملف نزع سلاح حماس، باعتباره شرطًا إسرائيليًا رئيسيًا يعطل التقدم في أي مسار سياسي.

وأشار إلى أن التأجيل لا يحمل دلالات سلبية جوهرية، موضحًا أنه أمر شائع في العمل الدبلوماسي، ولا يعني توقف المسار. لكنه شدد على أن المرجعية السياسية للشأن الفلسطيني تبقى بيد منظمة التحرير والسلطة الوطنية، وليس عبر لقاءات ثنائية مع حماس.

تحذير من تجاوز منظمة التحرير

وأعرب بحبح عن قلقه من محاولات خلق مسارات بديلة تتجاوز منظمة التحرير الفلسطينية، معتبرًا أن فتح قنوات مباشرة مع حماس يُضعف العملية السياسية ويعقّد مستقبل القطاع. ورأى أن إسرائيل تسعى لإبقاء حماس في المشهد لتبرير استمرار العمليات العسكرية.

المفاوضات متوقفة.. والبحث يتركز على ملفات فرعية

وأوضح بحبح أن المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاقات غير قائمة حاليًا، بينما يجري التركيز على قضايا محدودة تشمل:

  • استعادة الجثامين الإسرائيلية المتبقية.
  • تأمين ممر آمن لمقاتلين داخل القطاع.
  • ترتيبات إنسانية مرتبطة بالرهائن.

وأشار إلى تقرير “نيويورك تايمز” بشأن غرفة التنسيق العسكري السياسي التي أنشأتها واشنطن وتضم مئات المسؤولين الدوليين دون وجود أي تمثيل فلسطيني، واصفًا ذلك بأنه “خلل خطير” يضر بمستقبل العملية التفاوضية.

وساطة غير رسمية ورسائل متبادلة

وكشف بحبح عن قيامه بدور وساطة شخصية خلال الأسابيع الماضية، من دون تكليف أو دعم مالي، ناقلًا رسائل متبادلة بين الأميركيين وحماس بشأن ملفات الرهائن والجثامين، إضافة إلى مقترحات بإطلاق ما بين 100 و200 عنصر من الحركة.

وأكد أن غياب الفلسطينيين عن طاولة المفاوضات يجعل أي تقدم حقيقي شبه مستحيل، مشددًا على ضرورة وجود طرف فلسطيني رسمي في قلب العملية السياسية.

المرحلة الأولى أُنجزت.. ونتنياهو عاجز عن عرقلتها

وبيّن بحبح أن المرحلة الأولى من الاتفاق اكتملت بعد تسليم حماس للأسرى الأحياء والجثامين المتوفرة لديها، فيما تعذر العثور على البقية بسبب الدمار الواسع.

وبخصوص تهديدات نتنياهو بمنع الانتقال إلى المرحلة التالية، اعتبرها بحبح “مناورات سياسية”، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يستطيع تعطيل المسار المرتبط مباشرة باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

التمثيل الفلسطيني.. التحدي الأكبر

واختتم بحبح بأن التحدي الحقيقي لا يكمن في تأجيل لقاء إسطنبول أو في التصعيد الإسرائيلي، بل في إصرار بعض الأطراف على إقصاء منظمة التحرير عن صياغة مستقبل غزة، محذرًا من أن أي ترتيبات لا تشمل تمثيلًا فلسطينيًا جامعًا ستظل هشة ومعرضة للانهيار مهما كانت الجهود الدولية المبذولة.

زر الذهاب إلى الأعلى