آخر الأخبار

“حماس” ترد على الخطة الأميركية المقترحة لإدارة غزة

استنكر قيادي في حركة “حماس” خطة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن ما بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تتضمن نقل سكان القطاع مؤقتاً، وإدارته لعقد كامل على الأقل مع إعادة بنائه، مؤكداً أن “غزة ليست للبيع”.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة، باسم نعيم، في تصريحاته لـ”الشرق”، إن الخطة التي أوردتها صحيفة واشنطن بوست، وتهدف إلى “إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى منتجع سياحي ومركز صناعي”، مرفوضة جملة وتفصيلاً، واصفاً إياها بأنها “لا تساوي شيئاً”. وأضاف: “نقول للأميركيين: انقعوها واشربوا ميتها، غزة مش للبيع”، مشدداً على أن “غزة جزء أصيل من فلسطين”.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن الخطة التي حملت اسم “صندوق إعادة الإعمار والتسريع الاقتصادي والتحول في غزة” (GREAT Trust)، تتكون من 38 صفحة وتنص على مغادرة نحو مليوني فلسطيني للقطاع “طوعاً” إلى دول أخرى أو انتقالهم إلى مناطق محددة داخله خلال عملية الإعمار. وأوضحت أن المشروع جرى تطويره من قِبل إسرائيليين أسسوا “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) بدعم أميركي وإسرائيلي، وهي الجهة التي توزع حالياً المساعدات الغذائية في غزة، فيما تولّت مجموعة بوسطن للاستشارات إعداد خطته المالية.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مطلع أغسطس الماضي أن “أكثر من ألف شخص استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة منذ بدء مؤسسة غزة الإنسانية عملها في مايو 2025، معظمهم سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية المتمركزة قرب مواقع المؤسسة”.

كما أشارت “رويترز” إلى مقترحات لبناء مخيمات واسعة تسمى “مناطق عبور إنسانية” داخل غزة أو خارجها لإيواء الفلسطينيين. ورغم ذلك، لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض أو الخارجية الأميركية بشأن ما نشرته الصحيفة، غير أن تفاصيل الخطة تتوافق مع تصريحات سابقة لترمب.

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في 4 فبراير الماضي عن رؤيته للسيطرة على غزة وإعادة بنائها لتصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”، مع نقل سكانها إلى أماكن أخرى، وهو ما أثار انتقادات عربية ودولية واسعة. وأعرب ترمب عن إعجابه بالقطاع قائلاً إنه يمكن أن يُعاد بناؤه ليصبح “أفضل من موناكو” ووجهة للأثرياء في البحر المتوسط.

ميدانياً، صعّدت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في محيط مدينة غزة خلال الأسابيع الماضية، وقصفت أطرافها جواً وبراً ليل الأحد، ما أسفر عن تدمير منازل ونزوح المزيد من الأسر، في وقت يستعد فيه المجلس الوزاري الأمني المصغر برئاسة بنيامين نتنياهو لمناقشة خطة للسيطرة على المدينة.

وقالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إن وصف إسرائيل لمدينة غزة بأنها “منطقة قتال خطيرة” سيؤثر على وصول المساعدات الغذائية ويُعرض العاملين الإنسانيين للخطر، مؤكدة أن ذلك “سيقلل كمية الغذاء المتاح للسكان”.

وأفاد تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” أن نحو 514 ألف شخص، أي ربع سكان غزة تقريباً، يواجهون ظروف التجويع في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.

زر الذهاب إلى الأعلى