صحيفة : نتنياهو تراجع عن معظم شروطه في اتفاق غزة وهذه تفاصيلها

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير للكاتب روني بيرغمان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عن معظم “شروطه الخمسة” التي أعلنها لإنهاء الحرب في غزة، رغم تأكيده سابقًا أن تحقيقها يمثل “نصرًا كاملاً” لإسرائيل.
ووفق التقرير، فإن الشروط التي حددها نتنياهو تضمنت تفكيك حركة حماس ونزع سلاحها، وبسط السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على القطاع، ومنع عودة الحركة للحكم، وإنشاء إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية. لكن أياً من هذه البنود – بحسب التقرير – لم يتحقق فعليًا في الاتفاق الذي رعاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
تنازلات إسرائيلية واسعة
مصادر استخباراتية إسرائيلية أكدت للصحيفة أن الاتفاق الذي وُقّع في شرم الشيخ يتضمن “تنازلات عميقة للغاية”، مشيرة إلى أن النسخة النهائية من الاتفاق خلت من أي التزام من حماس بتسليم سلاحها أو مغادرة قيادتها للقطاع. كما لم تُدرج فيه أي بنود تضمن استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية في غزة.
وقال مصدر في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي: “يتم الترويج للاتفاق على أنه نجاح كامل، لكن الحقيقة أن هناك تنازلات كبيرة تم تمريرها في صمت، وأن الحكومة تخفي عن الجمهور تفاصيل جوهرية.”
وثائق سرية وتعديلات في اللحظات الأخيرة
وبحسب التقرير، أُجريت تعديلات سرية في اللحظة الأخيرة على قرار الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على الاتفاق، شملت منح نتنياهو ووزير الدفاع صلاحية تعديل قوائم الأسرى المفرج عنهم.
وأشار التقرير إلى أن بعض الأسماء التي شُطبت وأُضيفت لاحقًا تخص أسرى تعتبرهم إسرائيل “من أكثر المتورطين في عمليات دامية”.
كما تم نقل تفاصيل حساسة، مثل خرائط الانسحاب وآلية المراقبة الدولية على تنفيذ الاتفاق، إلى ملحق سري لم يُنشر للرأي العام.
اختلاف بين النص الإسرائيلي والأميركي
وأضافت الصحيفة أن النسخة الأميركية من الاتفاق تنص صراحة على “إنهاء الحرب فورًا”، بينما صيغ القرار الحكومي الإسرائيلي بعبارات أكثر حذراً، تصف الاتفاق بأنه “إطار لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين”. كما يُظهر النص الإسرائيلي اختلافاً في اللغة، إذ استخدم مصطلح “إعادة الانتشار” بدلاً من “الانسحاب”، في محاولة لتخفيف الأثر السياسي الداخلي.
انتقادات داخلية
التقرير تساءل: “إذا كانت هذه الشروط أساسية لأمن إسرائيل كما قال نتنياهو، فلماذا تم التخلي عنها؟”، معتبرًا أن الحكومة تُدير حملة إعلامية لإقناع الجمهور بأن الاتفاق يمثل “نصرًا كاملاً”، رغم أن نتائجه تختلف جذرياً عما وُعِد به في السابق.
وأشار المصدر الاستخباراتي إلى أن الحكومة تتجنب كشف الحقائق الكاملة للاتفاق، متسائلاً:
“لماذا التأخير في التوقيع إذا كانت الشروط الحالية متاحة منذ البداية؟ ولماذا تُباع للجمهور صورة نجاح مطلق بينما الواقع مليء بالتنازلات؟”
خسائر بشرية وتأخير مكلف
وختم التقرير بالإشارة إلى أن تأخر تنفيذ الاتفاق تسبب في مقتل 42 من الأسرى الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين في غزة، بعدما أُهدر وقت طويل في مفاوضات وشروط لم تُنفذ، مؤكداً أن الحكومة تتحمل مسؤولية سياسية عن ذلك التأخير.
وبحسب الصحيفة، فإن النتيجة النهائية تمثل تراجعاً حاداً عن “شروط النصر” التي حددها نتنياهو، وتحولاً نحو تسوية فرضتها الضغوط الدولية بقيادة واشنطن.








