رواية المخيم: عندما يكتب اللاجئ تاريخه بمداد الصمود

تحرير: إبراهيم كامل وشاح
فلسطين – غزة
في إطار سعيها الدؤوب للحفاظ على الرواية الوطنية الفلسطينية وحمايتها من التزييف أو النسيان، سجلت اللجنة الشعبية للاجئين ممثلة برئيسها الأخ واصف أبو مشايخ وكافة أعضائها علامة فارقة بإصدارها الأدبي النوعي تحت عنوان: “صوت المخيم… وذاكرة اللاجئ”. هذا العمل لا يقف عند حدود السرد القصصي، بل يمثل أرشيفاً حياً يعيد صياغة الوعي الجمعي تجاه قضية اللجوء.
تمتد الرواية عبر جدول زمني مثقل بالأحداث، يبدأ من لحظة نكبة عام 1948، وصولاً إلى الواقع الراهن الذي يعيشه الفلسطيني اليوم. وقد حرص العمل على تقديم قراءة شاملة ومعمقة للواقع الفلسطيني من خلال محاور أساسية: توثيق مراحل النضال الوطني، وتسليط الضوء على تطور الموقف السياسي للاجئ الفلسطيني، وتمسكه الثابت بـ “حق العودة” كحق مقدس لا يسقط بالتقادم، رغم تعاقب الأزمات والمؤامرات الدولية ، استحضار الموروث الشعبي، والأمثال، والحكايا التي تناقلتها الأجيال داخل أزقة المخيمات، مما يبرز دور “المخيم” كمخزن للهوية الثقافية التي قاومت محاولات المحو والذوبان ، رصد التحولات في بنية الأسرة الفلسطينية داخل المخيم، وكيف تحول المخيم من “ملجأ مؤقت” إلى بيئة اجتماعية متماسكة يجمعها المصير المشترك وقيم التكافل والارتباط بالأرض الأم ، تسليط الضوء على معاناة اللجوء الاقتصادية، وتحديات العيش تحت وطأة الحصار والفقر، وإبراز قدرة اللاجئ على الابتكار والصمود المعيشي رغم شح الإمكانيات وتراجع دور المؤسسات الدولية.
تأتي أهمية هذه الرواية من كونها تنبع من قلب قطاع غزة من مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين ، حيث يمتزج ألم اللجوء بإرادة التحرر.
إنها محاولة جادة لتمكين “صوت المخيم” من الوصول إلى العالم لهذا تنشر باللغتين العربية والإنجليزية لتكون شاهداً على أن الذاكرة الفلسطينية لا تشيخ، وأن اللاجئ الذي هُجّر من أرضه عام 1948 ما زال يحمل مفتاحه، ليس فقط في يده، بل في وعيه وقلمه وإبداعه .
رابط الرواية باللغة الإنجليزية: هنا




