أخــبـــــاراقتصــادخاص المواطن

“فرحة جوعى”.. أسعار تنخفض وجيوب خاوية في غزة

تشهد أسواق قطاع غزة هذه الأيام انخفاضاً ملحوظاً في أسعار العديد من السلع الأساسية، في مشهد يعكس تحركاً غير معتاد وسط الحصار والأزمات المتراكمة. لكن رغم هذا الانخفاض، تبقى فرحة المواطنين منقوصة في ظل أزمة خانقة في السيولة النقدية.

هبوط كبير في الأسعار

مع دخول كميات من البضائع إلى القطاع مؤخراً عن طريق بعض التجار، بدأت الأسواق الغزية تشهد منافسة قوية بينهم وبين من وصفهم السكان بـ”لصوص البضائع”، ما تسبب بانخفاض جماعي في الأسعار، خاصة في المواد الغذائية.
سجلت أبرز السلع الأساسية تراجعًا حادًا، فمثلاً:

الطحين: انخفض سعر الكيلو إلى ما بين 10 و13 شيكلاً.

زيت السيرج: بلغ سعر اللتر 27–30 شيكلاً.

السكر: تراوح سعر الكيلو بين 45 و50 شيكلاً.

جبنة “فيتا”: هبط سعر العلبة من 25 شيكلاً إلى 10 شواكل خلال يوم واحد.

حتى الخضروات، التي تأثرت بشدة في الأشهر الماضية، باتت بأسعار أكثر قبولًا:

البندورة: 50–60 شيكلاً للكيلو

البطاطا والخيار: ما بين 40 و45 شيكلاً للكيلو

أزمة السيولة تطفئ بريق الانخفاض

ورغم التفاؤل الطفيف الذي عم الأسواق، إلا أن أزمة السيولة الحادة حرمت كثيرًا من العائلات من الاستفادة الحقيقية من هذا الانخفاض. لا يملك معظم السكان القدرة على الشراء، فالنقود شحيحة، والرواتب متأخرة، والبطالة مرتفعة.

وزادت الأمور تعقيداً بوجود ما يعرف بـ”تجار السيولة”، الذين يفرضون عمولات باهظة تصل أحيانًا إلى 55% على من يرغب في سحب أمواله عبر نقاط البيع الإلكترونية. كما يواجه الزبائن أسعارًا متفاوتة بحسب وسيلة الدفع، حيث يُفضّل التجار الدفع النقدي على حساب البطاقة البنكية.

أبعاد سياسية واقتصادية خطيرة

ويحذر مراقبون من أن ما يجري في غزة يتجاوز مجرد اضطراب اقتصادي. فبحسب تقديرات خبراء، فإن الأزمة تُدار ضمن سياسة تضييق ممنهجة، تهدف إلى دفع السكان نحو خيار “الهجرة الطوعية” دون ترحيل مباشر. إذ باتت الأزمات المعيشية، من فقر وبطالة وانعدام الأمن الغذائي، تشكّل ضغوطاً هائلة على الحياة اليومية.

هذا الواقع يعزز مخاوف من مخططات أوسع لإعادة تشكيل المشهد السكاني في غزة، عبر ما يشبه “الهندسة الاجتماعية”، التي تستخدم الاقتصاد كسلاح خفي، لفرض خيارات قاسية على السكان.

خلاصة المشهد

رغم أن الأسعار اليوم تشهد هبوطًا مفاجئًا، إلا أن الجيوب الفارغة وأزمة السيولة تسرق من الغزيين فرحتهم. وبين هبوط الأسعار واستمرار المعاناة، تظل الحياة في القطاع محاصَرة بوجع لا تُطفئه التخفيضات ولا تُخففه الأسواق.

زر الذهاب إلى الأعلى