كيف تعمل إسرائيل على هندسة التجويع في غزة؟

عاش سكان قطاع غزة نحو عامين من الحرب الإسرائيلية في ظروف بالغة القسوة، لم تقتصر على القصف والدمار، بل تفاقمت باستخدام التجويع كسلاح ممنهج استهدف كل مناحي حياتهم.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت الأمم المتحدة رسمياً تفشي المجاعة على نطاق واسع، مؤكدة أن الكارثة كان يمكن تفاديها “لو سُمح بدخول الغذاء المتكدس على الحدود”، متهمة إسرائيل بعرقلة المساعدات بشكل متعمد.
مرّت غزة بثلاث مراحل من التجويع: الأولى في شمال ومدينة غزة حيث اضطر السكان لتناول طعام الحيوانات لغياب المواد الغذائية، ثم مرحلة وسط وجنوب القطاع لفترة قصيرة، قبل أن تبدأ المرحلة الثالثة والأشد منذ مايو الماضي، وما زالت مستمرة حتى اليوم.
وبحسب تقارير أممية، استشهد 440 شخصاً، بينهم 147 طفلاً، نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية حتى الأحد، فيما سُجلت 162 حالة إضافية منذ إعلان المجاعة رسمياً.
ورغم إدخال إسرائيل بعض شحنات الدقيق والمواد الغذائية، فإنها فرضت قيوداً معقدة حالت دون وصول المساعدات لمخازن المؤسسات الإنسانية، وأجبرت الشاحنات على التوقف في مناطق عامة، ما جعل المدنيين عرضة للاستهداف المباشر أو نهب المساعدات. كما زوّدت الاحتلال بعض التجار المرتبطين به بكميات محدودة من المواد الغذائية بأسعار باهظة، ما فاقم معاناة السكان.
وحذرت منظمات دولية من أن ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد حصار، بل هندسة للتجويع، هدفها الضغط على الفلسطينيين وتهجيرهم، في وقت يواصل فيه السكان مواجهة الجوع والموت بصمود لافت رغم الظروف المأساوية.







