أسرى

«كُفّن ودُفن مؤقتاً في نفق»… مصدران يؤكدان لـ«الشرق الأوسط» اغتيال محمد السنوار

أكد مصدران فلسطينيان، الأربعاء، لـ«الشرق الأوسط» أن محمد السنوار، قائد «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، استشهد برفقة قيادات أخرى من الكتائب في نفق تحت الأرض في القصف الذي استهدفه، قبل أسبوع تقريباً، في محيط المستشفى الأوروبي في شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.

ومحمد السنوار، هو الشقيق الأصغر ليحيى السنوار قائد «حماس» الراحل الذي استشهد في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، ويُنسب له المسؤولية عن هجوم «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023.

وقال المصدر الأول إن «حماس» أبلغت عائلة السنوار باستشهاده، قبل يومين، كما نقلت رسالة مماثلة لعائلات قيادات أخرى لم يحددها.

وكشف المصدر، عن أن قيادة «القسام» أرسلت «عناصر خاصة دخلت إلى النفق المدمر وبحثت بين الجثث، وتأكدت من أن السنوار، وبعض القيادات الميدانية استشهدت برفقته في المكان».

وكانت طريقة إرسال العناصر الخاصة هي نفسها التي انتهجتها «حماس» حين تم اغتيال عضوي المكتب السياسي روحي مشتهى وسامح السراج، وكشفت عنها حينها «الشرق الأوسط»، ثم دُفن لاحقاً بعد وقف إطلاق النار.

دفن مؤقت
وأشار المصدر إلى أن تلك العناصر «عادت للنفق بعد يوم واحد من التأكد من استشهادهم، وقامت بنقل الجثث من نفق إلى آخر مجاور وتم تكفينهم»، وبحسب المصدر، فإن الكتائب أبلغت العائلة أنه «لم يتم نقلهم من أسفل الأرض إلى فوقها لاعتبارات أمنية، مرجحةً أن يتم دفنهم داخل أحد الأنفاق لحين استقرار الوضع الأمني».

وبقي محمد السنوار، وهو الشقيق الأصغر لقائد «حماس» الراحل يحيى السنوار، طوال الحرب على غزة هدفاً مهماً لإسرائيل، على الرغم من أنها لم تعلن رسمياً أنها استهدفته تحديداً طوال 18 شهراً من المعارك.

لم ينج أحد
وأكد مصدر آخر من «حماس» استشهاد السنوار، وزاد أنه لم يكن وحده ولم ينجُ أحد من مرافقيه. موضحاً أن «محمد شبانة، قائد لواء رفح، وقائد كتيبة آخر من اللواء نفسه (لم يحدده)، كانا برفقة السنوار».

كما كشف عن أن السنوار وشبانة وصلا للنفق قبل 3 أيام فقط من مهاجمته، وكان من المفترض أن يغادراه بعد وقت قصير، لكن تأجل ذلك لأسباب أمنية.

وشرحت مصادر ميدانية أخرى، أن الهجوم الذي وقع، الثلاثاء الماضي، استشهد خلاله مهدي كوارع، قائد الكتيبة الغربية في لواء خان يونس، الذي لم يكن داخل النفق، لكنه كان في منزل تعرض لغارة في الهجوم نفسه، حيث كان فيما يبدو بطريقه للخروج أو الدخول للنفق من إحدى الفتحات الموجودة داخل المنزل.

وتعرَّضت جميع مداخل النفق ومخارجه إلى قصف عنيف في ذلك الهجوم، بما في ذلك التي اشتبهت إسرائيل بوجودها في منازل.

اجتماع قيادات كبيرة
ولا يعرف أسباب اجتماع القيادات الكبيرة والميدانية في «كتائب القسام» بهذا الشكل، خاصةً وأن تعليمات مشددة كانت تصدر في الآونة الأخيرة بعدم التجمع وببقاء كل قيادي لوحده مع إبقاء التواصل معه عبر عامل بشري واحد أو اثنين لإتاحة الفرصة أمام تلقي أي تعليمات أو غيرها.

وتواكب استهداف السنوار الذي يعدّ أبرز قيادة لـ«حماس» و«القسام» في القطاع مع عملية تسليم الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، والذي سلمته «حماس» بادرةً لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، للمنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى