مجدلاني: الاحتلال يسعى لتفريغ فلسطين من المسيحيين لتصوير الصراع على أنه ديني

في زيارة تضامنية لبلدة الطيبة شرق رام الله، شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي د. أحمد مجدلاني، على أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى “تفريغ فلسطين، وتحديداً من المسيحيين، وتحييدهم عن جوهر الصراع، لترويج رواية كاذبة بأن الصراع هو ديني”.
جاء ذلك خلال جولة ميدانية نفذها مجدلاني اليوم الأحد، برفقة وفد من قيادة الجبهة ضم تغريد كشك، حسني شيلو، إحسان نصر، صهيب عطايا وتالا حنيحن، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين على البلدة، والتي طالت ممتلكات المواطنين والكنائس والمقدسات، بما فيها محيط كنيسة الخضر والمقبرة التاريخية، حيث لا تزال آثار الحريق المتعمد ماثلة، وسط محاولات متكررة لفرض وقائع جديدة على الأرض.
وكان في استقبال الوفد الأب بشار فواضله راعي كنيسة المسيح الفادي للاتين، ورئيس بلدية الطيبة سليمان خورية، إلى جانب الناشطة المجتمعية د. مريم البصير، حيث عرضوا أمام الوفد تفاصيل الاعتداءات المتكررة، بما في ذلك الحريق الذي اندلع مؤخراً على مقربة من الكنيسة والمقبرة، وكاد أن يتسبب بكارثة لولا تدخل الأهالي وطواقم الإطفاء.
وقال مجدلاني إن “هذه الاعتداءات تجسد تطوراً خطيراً وتتم برعاية مباشرة من حكومة الاحتلال، التي توفر الدعم السياسي والمالي للمستوطنين من خلال جمعيات استيطانية متطرفة”، مضيفاً أن استهداف الوجود المسيحي ومحاولة إبعاده عن ساحة الصراع يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية المتجذرة، وتشويه صورة الصراع أمام العالم.
وأضاف أن الهجمات المتكررة على المقدسات المسيحية والإسلامية في مختلف المناطق الفلسطينية، تعكس طبيعة العدوان الشامل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، واعتداءً على القيم الدينية والإنسانية.
من جانبه، أكد الأب فواضله أن “بلدة الطيبة اليوم في عين العاصفة، وتتعرض لاعتداءات مستمرة من مليشيات المستوطنين”، مشيراً إلى أن طواقم الدفاع المدني مُنعت من الوصول إلى موقع الحريق، في مشهد يعكس مدى الاستهداف الممنهج للبلدة وسكانها.
بدوره، شدد رئيس بلدية الطيبة سليمان خورية على أن هذه الاعتداءات “لن تزيدنا إلا تمسكاً بأرضنا وتجذراً فيها”، محذراً من أن المنطقة تشهد هجمة استيطانية متواصلة تهدد الوجود الفلسطيني بأكمله.
وتأتي هذه الزيارة وسط دعوات محلية ودولية متزايدة للضغط على الاحتلال لوقف الاعتداءات المتكررة ضد المدنيين والمقدسات، ومحاسبة المسؤولين عنها، حفاظاً على النسيج الوطني الفلسطيني المتنوع وعلى الحضور التاريخي للمسيحيين في أرضهم.